حب الظهور
كتب بواسطة أفنان الجعر
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
2321 مشاهدة
ما علاج من يحب الشهرة والظهور؟
ج / ينظر في شجرة كثيرة أغصانها لكنها معدومة الأوراق المظلة، فلا تغني مستظلًا ولا تمنعه من هجير، لا هي أظلت، ولا هي بمنظرها أبهجت..!!
فهذا مثل محب الشهرة، يكثر متابعوه، لا هو أدخلهم الجنة، ولا هو ظفر بسلامة قلبه من شهوة الشهرة وحب الثناء التي دافعها الصالحون مدافعتهم الشياطين، حتى قال أحدهم: مدحك أخيك قتله..!
وكان يهرب منها من خشي ربه بالغيب، ونظر في المصير والدار الآخرة.
الشهرة بقدر ما يكون من جانبها المشرق، إلا أن في جانبها المظلم وحشة لا يقواها القلب الصالح، والمؤمن يحب الخفاء، ويطلبه ما استطاع إلى ذلك سبيلًا!
وقد كان من خلا من الأتقياء تأتيه الشهرة من حيث لم يحتسب، إما بعلم نشره فانتشر به ذكره، أو بخير فعله فتحدث به سواه ونحو ذلك، فيكثر من العمل الصالح الخفي حتى يدافع به وطأة ثناء الناس، ويستجلب عبرها إخلاصه حتى يستوي عنده الذم والمدح، ويجاهد بها كل مداخل العجب والرياء حتى لا يبقى هناك ثغر غير مشغول بجهاد..!
كل هذا ليحافظ على قلبه من دمار الشهرة، وليثبت في نفسه كرهها، فمن أحبها علق وتعلق والله المستعان..!
وقد يقول قائل:
حبه للشهرة والظهور ليس منطلقًا من بحثه عن رضا الناس أو سخطهم، أو حاجته إلى التقدير والتكريم، بل من طموحه أن يكون مشهورًا علمًا له بطولة فيما يحب لا مغمورًا، كمن يتمنى أن يصبح عالم بلدته، أو قاضي قريته، أو أمير قومه، لما فيه من أهلية يصلح بها الشأن والحال..
فيُقال:
ليعمل الخير، ويعلمه، ويصلح ويجاهد، لكن عليه أن يمسك قلبه فلا يحب أن يشتهر لمجرد الاشتهار، بل يحب أن يتقن عمله، والشهرة تبع غير منوط بغاية..!
هذا كله فيمن يحب الشهرة بالخير..!
فكيف بمن يحبها بشر..!
اليوم نعاني ممن يركضون خلف الأضواء والشهرة ولو على حساب عقولهم فتطيش وتُسفّه، أو على حساب قيمهم فتنخفض وتغيب، والله نسأل أن يصلح البال والحال.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن