له أكثر من ثمانين مؤلفاً، والعديد من الدورات التدريبية وغيرها الكثير من المحاضرات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية معظمها في قضايا الأسرة والمجتمع.
أعظم الفروق بين الرجل والمرأة وأخطرها
من الفروق المهمة بين الرجل والمرأة: أن التعبير عن الحب عندهما مختلف؛ فالرجل يرى التعبير العملي يُغني عن التعبير بالكلام والمرأة تراه لا يُغني عنه. فالرجل يرى إنفاقه على زوجته وأطفاله، وتلبية حاجاتهم المختلفة، تعبيراً كافياً عن حُبِّه لهم، والمرأة ترى أنه لابدّ من أن يقترن هذا العمل بالكلام الجميل يُسمِعها زوجها إيّاه. وهذا من أعظم الفروق وأخطرها، إذ إنه وراء كثير من النزاعات الزوجية التي يجهل أسبابها كثير من الأزواج، بل يجهلها حتى بعض المُصلِحين. وعليه فلابُدّ من توجيه الزوجين في هذا الشأن؛ حتى يُحقِّقا النجاح لزواجهما، وحتى يُبعِدا عنه أكثر الأخطار التي تُهدِّده. توجيه الزوج يكون بإفهامه أن الوصول إلى قلب المرأة يبدأ من أذنها؛ بإسماعها كلمات الحب، والشكر، والثناء، والرضا، والإعجاب. وتذكيره بأن مايقوم به من عمل لأسرته أَمْر طيب يُشكر عليه، ويُثاب من أجله، لكنه وحده لايكفي لإسعاد زوجته وأبنائه، وأنه لابد من أن يُحرِّك لسانه بكلام جميل لايحتاج منه جُهداً ولايكلّفه مالاً. كذلك نشرح له أن طبيعة المرأة العاطفية تختلف عن طبيعة الرجل العملية، والطبيعة العاطفية تتأثر كثيراً بالكلام الجميل،
كماقال الشاعر:
خدعوها بقولهم حسناءُ ** والغواني يغرُّهن الثناءُ
فاتّقوا الله في قلوب العذارى ** فالعذارى قلوبُهنَّ هواءُ
ونُحذِّره من أنّ عدم إسماعه إيّاها الكلام الطيّب الجميل يُعين به الشيطان عليها حين تصبح ظمأى لسماعه، فتسمعه من سواه فيغويها إن لم تكن تقوى الله راسخة في قلبها. أمّا توجيه الزوجة فيكون بإفهامها أن أكثر الرجال مثل زوجها، بخلاء عاطفيّاً، يرون أن التعبير عن الحب هو بما يُقدّمونه ويفعلونه. وننصحها بأن تُبادر هي إلى إسماعه الكلام الطيِّب عساه يردّ عليها بمثله، ثم يبادر هو إليه. ونوصيها بالدعاء أن يُلهِم الله زوجها إسماعها ماتحبّه من ثناء، وما تشتهيه من غَزَل، ومايُسعِدها من كلمات الحب والإعجاب. ونُشير عليها بأن تصحب زوجها إلى مركز استشارات يشرح له ماتحتاجه زوجته من حب وعطف واهتمام يعبّر عنه بلسانه مع مايُقدِّمه ويقوم به. إن معرفة الزوجين باختلاف طبيعتيهما يهدم كثيراً من الحواجز التي ترتفع بينهما يوماً بعد يوم. ولهذا اهتم كثير من العلماء بدراسة الفروق بين الذكر والأنثى، فكتبوا أبحاثاً فيها، ونشروا كتباً حولها.
ومنهم (جون غراي) مؤلف الكتاب الشهير (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) الذي بيَّن فيه الاختلافات الكثيرة والكبيرة بينهما في الطبيعة والتفكير والتكوين. كما أصدرت أستاذة المخ والأعصاب بجامعة كاليفورنيا (لوان يريزندين) كتاباً عنوانه (مخ المرأة) قالت في مقدمته: إنها تُقدِّم هذا الكتاب هديّة للرجل حتى لايَحار في فهم مواقف النساء تجاه كثير من الأمور. تُشير المؤلّفة في كتابها إلى حب النساء لكثرة الكلام فتذكُر أن المرأة تتحدّث بحوالي عشرين ألف كلمة في اليوم بينما لاتتجاوز كلمات الرجل سبعة آلاف كلمة يومياً. وتَعرِض في كتابها لدراسة تُفسِّر سبب السهولة التي تجعل المرأة تفهم مشاعر الآخرين وتُدركها أكثر من الرجل الذي يحتاج إلى من يلفت نظره إليها. وفي كتابي الصادر مؤخراً (افهمها حتى لاتظلمها)، ذكرتُ في مقدّمته أن كثيراً من النزاعات الزوجية ناشئ عن عدم صبر أحد الزوجين على الآخر، وأن عدم صبره عليه ناشئ من عدم فهمه له. لهذا ينبغي أن يُحيط كل من الرجل والمرأة بطبيعة الآخر، حتى يستوعب ويفهم الفروق الكثيرة بينهما، وفهم هذه الفروق سيُسهِم في منع كثير من النزاعات التي تُهدِّد زواجهما. ومن الوسائل المُعينة على الإحاطة بتلك الفروق والاختلافات: قراءة الكتب المتخصّصة، أو حضور الدورات والندوات، حتى يستطيع الزوجان منعَ كثيرٍ من سوء الفهم، ويتجنبا كثيراً من النزاعات، فيحافظا على زواجهما من العثرات.
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة