اكتشفت أن ابنتي ١٤ سنة لها صور عارية على النت.. ماذا أفعل؟
كتب بواسطة د. مهاب السعيد
التاريخ:
فى : زينة الحياة
2625 مشاهدة
اكتشفت أن ابنتي 14 سنة لها صور عارية على النت، واجهتها ولم تنكر،هي في مدرسة مختلطة بويز وجيرلز واعترفت لي أن كثير من زميلاتها أيضاً تكشفن صدورهنّ في المدرسة لزملائهم في الفصل، ومن لا تفعل ذلك تكون منبوذة ومحط سخرية،لا يبدو عليها الندم،وأصبحت سُمعتها في الحضيض،الندم يقتلني ،هل أخبر والدها أم كيف أتصرف؟
ج / الحقيقة أنا متوقف عن الرد على الأسئلة على الآسك من فترة، ولو لم أكن متوقفًا لما رددت على هذه الرسالة لسببين، السبب الأول أنه ما زال هناك احتمال قائم بأنها من تأليف مراهق حزين حياته بائسة ويسعى إلى جذب الانتباه بأي طريقة كانت، والسبب الثاني أنها لو كانت رسالة حقيقية -ولا أستبعد ذلك- فأنا ليس لدي الكثير لأقوله لصاحبتها للأسف، التي أنا حزين بالفعل لأجلها وأجل ابنتها.
الفضائح ليست نهاية حياة الإنسان، والله عز وجل لما خلقنا خلق لنا جهاز النسيان الرائع الذي يعيننا على تجاوز كل الآلام التي خلقها معنا في هذه الحياة. كما أن الله عز وجل يقبل التوبة من العبد، فإن لم يقبلها البشر فتبًا لهم في كل وقت وحين.
أنا متعاطف معهم بالفعل كإنسان، ولا أسمح لنفسي باتخاذ ألمهم كوسيلة لتوجيه آرائي في الحياة، ولكني على النقيض أشعر بغصة في حلقي أحتاج إلى إفراغها بشكل ما. لذلك تحملوني في بضعة سطور قليلة قادمة قد يكون بها شيء من القسوة.
ما الذي كانت تتوقعه هذه الأم من فتاة في فصل مختلط في سن مخيف مع مجموعة من الأولاد الذين هم (بويز)، ومجموعة من البنات الذين هم (جيرلز) في نمط اجتماعي يبدو عليه التحرر، ونمط ثقافي تبدو فوارقه نحيفة؟
ذكرتني تلك الرسالة برسالة أخرى عن رجل سافرت ابنته إلى الولايات المتحدة في منحة علمية لمدة عام، وبعد أن انقضى العام رفضت العودة إلى بلدها، لأنها ألحدت هناك وتزوجت.
ولنحاول أن نتجرد قليلًا من كل الأقنعة الاجتماعية التي نحاول أن ندعيها. أعلم أنك لن تعترف أبدًا بهذه الأشياء ولكني سأخبرك بها على كل حال.
حين توافقين/ تشجعين/ تهتمين بأن تلبس ابنتك ملابس مثيرة، فربما أنتِ تفعلين ذلك لدواعي الموضة أو التحضّر المدني أو المظاهر الاجتماعية، أو ربما لأجل جذب أكبر عدد ممكن من المتقدمين للزواج لفرزهم وانتقاء الأفضل كما يفعل مربّي الماشية. ولكن لربما أنتِ تفعلين ذلك في الحقيقة لأن ابنتك هي امتداد لكِ بطريقة أو بأخرى، لربما أنتِ تفعلين ذلك لأنك تستمتعين بأن تلبس ابنتك ملابس مثيرة كما لو كنتِ أنتِ من يفعل.
وحين تتجاهل العلاقات الرومانسية التي أنت غير متأكد من أبعادها بالضبط والتي يقوم بها ابنك في المدرسة أو الجامعة، فلربما أنت تعتبرها علامة صحية على البلوغ والنضوج، أو لأن تفكيرك الرجعي جعلك تعتبر أن الكروموزوم واي الذي يحمله ابنك يعطيه الحق في فعل ما يشاء، ولكن لربما أنت في الواقع تستمتع بذلك كما لو كنت أنتَ الذي يفعل، بل وربما حتى أنت من داخلك فخور بابنك كما -مجددًا- يفعل مربي الماشية.
ربما لظروف ما كانت لنا حدودًا لم نحبها، فصرنا نقول سوف أرسم لأولادي حدودًا أبعد من ذلك بقليل، سوف أمنحهم الحياة التي كنت أتمناها لنفسي. وهكذا يصير أولادنا النسخة الأكثر تحررًا منا، النسخة الأكثر انطلاقًا في ملذات الحياة.
والآن (جيس وات)، هم لن يتوقفوا عند الحدود التي رسمتها لهم في خيالك، لأنهم ليسوا أنت، ولأنهم لم يكونوا يومًا كذلك، حتى وإن كنت تظن ذلك في نفسك.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!