غداً أصبح داعية
لله در الإسلام ما أعظمه! هذا الدين السمح العادل الشامل الذي حثنا على سبر أغواره بطلب العلم النافع الذي يلازم الإنسان وقت إنزاله في بؤرة مظلمة لا خليل فيها ولا ظهير.
قال الله تعالى:﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ فلقد قدم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله وذلك لجلالة هذا الأمر وعظمته. فكم من بطش نزل بالمؤمنين حين يقفون بوجه الحكام الطغاة الجبابرة، وكم من كلمات مريرة واستهزاء لاذع يتعرض له الدعاة في شتى المجالات وحتى من أقرب الناس إليهم.
ولكننا يجب أن لا نقنط ولا نيأس فسيدنا نوح بقي يدعو قومه 950 سنة بكل ما أوتي من قوة. وهنالك مثل بسيط أود طرحه: إذا كان بيتك قد اشتعلت فيه النيران اضطرمت فإنك سوف تركض بأقصى سرعتك وتحمل ما استطعت من الماء في سبيل إخماد المار. هكذا الإسلام أيضاً فهو يتعرض لمحنة شديدة حيث تتكالب الأكلة على قصعتها- أي صحن الطعام- لذا يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا ونفعل ما بوسعنا لإنقاذ إسلامنا وإعادة العزة له وتمكينه من الحكم في ظل الخلافة التي وعد بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك وعد بها الله تعالى أيضاً﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذب ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً﴾. ومجالات الدعوة واسعة جداً، كل فرد في إطار عمله يمكن أن يدعو الناس بالتي هي أحسن ويحاول إقناعهم دون تكلف أو مراء شرط أن يكون قد طبق ما يدعو إليه على نفسه وعلى أهله، لأن فاقد الشيء لا يعطيه فمن لم تكن في ذاته الصفات التي يدعو إليها فإنه لن يجد آذاناً صاغية له.
ومن العوامل التي تساعد الفتاة على أن تصبح داعية إلى الله:
1-العلم ولا نقصد العلوم الأكاديمية هنا بل علم الشريعة السمحة.
2-العمل والتطبيق على نفسها قبل غيرها، فقد قال الإمام علي (رضي الله عنه) "معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم".
3-الصبر على استهزاء الناس واستعدادها لتلقي المزيد، ولتتذكر أن كل ذلك في سبيل الله.
4-مخاطبة الناس على قدر عقولهم. فلا تستطيع الداعية أن تخاطب المتعلم كالجاهل والأمي ولا الصغير كالكبير إذ لكل طريقة فهم ونسبة تقبل وإدراك للكلام الذي يسمعه.
5-لتجعل عملها خالصاً لوجه الله لا لشهرة أو مركز أو مال. فالإخلاص يصقل العمل كما تصقل الماسة فتبدو مشعة براقة.
6-عدم القنوط عند أول ضربة تتلقاها، فليس الفشل أن يسقط الإنسان إنما الفشل أن يظل حيث سقط.
7-أن تحاول قدر المستطاع اكتساب المحبات لها، لأن من أحبك أصغى لك ومن أبغضبك فلن يعطي لك بالاً.
فهذه مبادئ نتربى عليها منذ نعومة أظافرنا كي نكون أهلاً للالتحاق بركب الدعاة غداً بإذن الله.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن