سِباقٌ.. وسباق
صحا عمار من نومه نشيطًا، وارتدى زِي الرياضة دون تباطؤ، وككل يوم ودّع والديه، وطلب منهما أن يدعوَا له ليفوز في السباق.
في المدرسة، استعدّ التلاميذ في الساحة الكبيرة، واصطفّوا خلف خطِّ البداية وكان عمار ينظر بعيدًا إلى خط النهاية ويتخيل أنه الفائز الأول في السباق، فيزداد حماسُه وتَوتُّره.
أخذ يدعو الله ويسمّي، وسمع فجأة إشارة البدء، فانطلق مع باقي التلاميذ يجري ويجري ويجري... كان متقدمًا في بداية السباق، لكنه تأخّر عندما سبقه أحد أصدقائه، ثم سبقهما ثان وثالث ورابع! تأخّر عمار، وانتهى السباق دون أن يفوز!
حَزِن كثيرًا، واختفى في مكان لا يراه فيه أحد ليمسح دموعه.
عاد إلى المنزل متضايقًا، مهمومًا!
فهمت والدته، وسألته: هل خسرت السباق؟
لم يتمكّن من منع دموعه مرة أخرى، فاحتضنته والدته، واصطحبته إلى المكان الذي يحبّ أن يكون فيه بصحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جلسا معًا، وفتحت والدته الكتاب، وقالت له: اقرأ وأسمعني يا عمار.
قرأ عمار:
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فتسابقت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - جريًا، فسبقته.. وبعد سنوات، كانت السيدة عائشة قد زاد وزنها، فتسابقت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسبقها، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذه بتلك السَّبقة».
ابتسم عمار، وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتسابق؟
• قالت أمه: نعم، تسابق مع زوجته عائشة رضي الله عنها، ولما سبقته، لم يحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه كان يلاعب زوجته، وفرح من أجلها عندما سبقته، وفي السباق الثاني، مكّنه الله ففاز عليها، ولم تحزن هي، بل ضحكت وفرحت من أجله، لأن السباق في الأصل تنافس ولعب واستمتاع وفرح.. فلماذا نحزن؟
ثم مَن فاز هم أصدقاؤك وإخوانك، والرسول- صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"..
عندما تذهب غدًا إلى المدرسة، هنِّئ الفائزين، وسأشتري لك البسكويت والسكاكر لتوزع على المشاركين والفائزين والأصدقاء احتفالًا بمن فازوا.. ما رأيك حبيبي؟
• عمار: واصنعي لنا كعكة كبيرة بالفراولة تكفي الجميع، ومعكرونة وبيتزا وورق عنب وكعكة بالشوكولاته، واصنعي أيضًا الكثير من الشطائر و... وماذا أيضًا؟
ضحكت الأم، واحتضنته وقالت: لا شيء مما ذكرت، سوى البسكويت والسكاكر، وقم لنتسابق أنا وأنت.
فاز عمار، ورتّب غرفته حسب الشرط الذي كان مفروضًا على الفائز!.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن