شاب مبتلى بحبّ فتاة
كتب بواسطة الدكتور خالد أبو شادي
التاريخ:
فى : شباب بنات
1944 مشاهدة
ماذا يفعل من ابتلي بحب فتاة شغلت تفكيره وهو لا يستطيع التقدم لها لظروف الدراسة ؟
ج / الجواب في نقاط من كلام ابن القيم في العشق:
1. العشق من أمراض القلوب، والمرض يوجِب وُقوعَ الضَّرَرِ فِي الأفعال الصَّادرة عن مَوضِع المرض، ولمَّا كان الأثرُ الْخَاصُّ بِالقلب هو معرفة الله تعالى وطاعته وعبوديته، فإِذا وقع مرض العشق في القلب صار هذا المرض مانِعًا من هذه الآثارِ، واهتزت معرفة العبد بربه وطاعته وعبوديته
2. ولما كان العشق مرضاً من الأمراض، كان قابلاً للعلاج.
3. فإن كان للعاشق سبيل إلى وصل محبوبه شرعاً بالزواج، فهو علاجه، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"، فدل المحب على علاجين: أصلي وبدلي، وأمره بالأصلي: وهو الزواج، والبدلي: وهو الصوم.
4. فإن كان لا يوجد سبيل لوصول العاشق إلى معشوقه كأن تكون المرأة متزوجة من غير العاشق، أو كان العشق بين اثنين لا يمكن زواجهما ، فمن علاجه كما يقول ابن القيم: إشعار نفسه اليأس منه، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
5. فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس، فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين.
6. فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد في الدنيا من تعطل مصالحه وتشتت همِّه وحزن قلبه، ولينظر إلى مفاسد الآخرة من نظر محرم وتعلق بغير الله وإسقاط فرائض وزهد في نوافل،و هي كلها تُفضي إلى خسارة الآخرة، وهي خسارة الأبد.
7. فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفور عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى محبته.
8. وأخيراً كما يقول ابن القيم:
(فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به، متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعديا).
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن