اتصلت بي مستفتية
كتب بواسطة الشيخ عمرو عفيفي
التاريخ:
فى : قصص
1168 مشاهدة
-اتصلت بي مستفتية
فاستشعرت واشتممت رائحة العبرة والعظة في قصتها فاستزدتها منها، فكانت كما ظننت وزيادة
-فمما قالت أن زوجها هجر بيته وأولاده ثم طلقها منذ سنوات، وتركها وحيدة في معترك الحياة دون مال مدخر أو حتى بيت تسكن فيه، ودون أن يرسل لأولاده نفقة أو حتى شعبة من حنانه وأبوته
فتولت هي أمرهم، إيجار شقتهم ثمن مدارسهم ودروسهم طعامهم شرابهم الأمومة والأبوة معا، كل شئ
-لكن ليت الأمر اقتصر على هذا، كان لها أبوان كبيران كأبنائها تماما، ليس لهم عائل ولا سند من البشر غيرها، فكانت توليهم ما تولي أبنائها من العناية وزيادة
تتولى أمرهم كله، بداية من إيجار شقتهما الباهظ (ضعف إيجار شقتها) مرورا بثمن أدويتهما المقارب لثمن الإيجار، انتهاء بالطعام والشراب وجميع أنواع النفقة والرعاية
قالت: أنا أعرف مكانة الوالدين في الدين، وأقدمهما حتى على نفسي وأولادي
-هل تدرون ماذا كان أحد أسئلتها؟
تعمل حتى الخامسة مساء في عمل نظامي مرموق، ثم تنزل بعدها لاكتساب الرزق من أعمال أخرى متقطعة في التسويق العقاري
فترى نفسها مقتصرة على فرائض الدين عاجزة عن التزود من العلم وغيره من نوافل العبادات؟ فماذا تفعل؟
من يعرفني يعرف أنني عزيز الدمع، لكن في اللحظة هذه انفرط عقد نفسي، وسبق مني دمعي
-فأردت أن أذكر لها من نصوص الشرع ما يثبتها ويبين لها فضل عملها وحسن عاقبته عند الله تعالى
فإذا برحمة الله وعظيم لطفه قد سبقتني إليها، فقد ثبتها ربها وأظهر لها كرامتها عنده، فلا حاجة لها بي، فمما حكت لي ...
بعد أن اكتشفت إصابتها بالسرطان في درجة متأخرة، وبعد أن حجزت لإجراء عملية استئصال، سألت والديها الدعاء (ولك أن تتخيل حرارة دعاء الوالدين لمثل هذه البارة الكريمة) ثم توسلت إلى الله بقيامها بحقوق أبنائها ووالديها ...
نعم حدث ما خطر على بال كل عارف بعظيم فضل الله ورحمته
لقد أظهرت فحوص ما قبل العملية اختفاء الورم تماما، قال لها الطبيب: لو كان هذا خُرَّاجًا فقط لما أمكن أن يختفي في هذا الوقت اليسير.
______________
-كثيرة هي العبر والعظات في مثل هذه الحكايات، أعظمها أن تعرف أكثر عن ربك الكريم، الذي هو ملاذ من ملاذ له ونصير من لا نصير له
-ومنها أن من بيننا من يقيم الله بهم الحجة علينا، في صفاء قلوبهم وعظيم أعمالهم، حتى بلغوا درجة الولاية والكرامة
-ومنها أن أبواب عبودية الله وطرق الوصول إليه لاحصر لها، فقد تكون نجاتك في رأس يتيم تمسحه أو عجوز تعلمها الفاتحة، فاطرق ما سنح لك من ابواب الخير فلا تدري أيها يقتح لك منه
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة