المسلمون الإيغور… قضية تتصدر الساحة في الأيام الأخيرة من 2019
فجرت تغريدة للاعب نادي أرسنال (مسعود زويل) -وهو من أصول تركية- تفاعلاً واسعاً حول العالم مع قضية مسلمي الإيغور، وذلك عقب نشره تغريدة حملة عنوان: "تركستان الشرقية... الجرح النازف للأمة الإسلامية".
وأضاف: "في الصين يحرق القرآن، وتغلق المساجد والمدارس الدينية بينما يقتل الأئمة تباعاً"، ولاقت تصريحات أوزيل تفاعلا واسعا حول العالم، وتضامنا من العديد من المنظمات الحقوقية، تلته إشادة من عدة شخصيات فنية ورياضية وسياسية، بالإضافة لانتشار عشرات الهاشتاقات المطالبة بإنقاذ الإيغور من بطش الصين التي وصفت -على لسان المتحدث باسم خارجيتها- بأن أوزيل هو ضحية لأخبار زائفة.
نبذة عن مسلمي الإيغور:
تشير إحصاءات رسمية أوردها موقع بي بي سي بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيغور، وهم قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية يعيش أغلبها في إقليم شينغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية.
قام الإيغور بعدة "انتفاضات" ونجحت عامي 1933 و1944 في إقامة دولة مستقلة، لكنها سرعان ما انهارت أمام الصينيين الذين ضموا المنطقة في النهاية إليهم عام 1949 ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم.
والهان هي إحدى القوميات التي يتكون منها الشعب الصيني، وتمثل حوالي 94% منه، وفي الصين 56 قومية منها هان ومان ومنغوليا والتبت وهوي وغيرها.
والهوي (أو الخوي) هي أقلية مسلمة اندمجت في المجتمع الصيني نتيجة التزاوج بين الصينيين والفرس والآسيويين والتجار العرب الذين كانوا يسلكون طريق الحرير.
نصرة المستضعفين واجب شرعي
د. بشار الشريف: إن ما نسمع عنه هو تمييز عنصري تمارسه السلطات الصينية ضد المسلمين الإيغور، جاء لكونهم مسلمين من جهة، ولخشية السلطات الصينية من أن يقيم الإيغور كياناً مستقلاً أو دولة مستقلة
الداعية الدكتور بشار الشريف قال في حديثه لبصائر: "إن ما نسمع عنه هو تمييز عنصري تمارسه السلطات الصينية ضد المسلمين الإيغور، جاء لكونهم مسلمين من جهة، ولخشية السلطات الصينية من أن يقيم الإيغور كياناً مستقلاً أو دولة مستقلة، وهذا الأمر مع وجود ديانة إسلامية لديهم أدى إلى ممارسات عنيفة من قبل السلطات الصينية ضد المسلمين الإيغور هناك".
واعتبر الشريف نصرة المستضعفين والمظلومين من الواجبات الشرعية على كل مسلم، والنصرة تكون بالفعل، وبالقول وبالمال، وبالدعاء، أما الفعل فهو واجب ولاة الأمر والمسؤولين والحكومات، وأما القول فهو واجب العلماء، وأما المال فهو واجب كل من معه مال، وأما الدعاء الصالح ونشر قضية هؤلاء المستضعفين فهو واجب كل مسلم وواجب الصحفيين والإعلاميين النشر عن هذه القضية.
وأوضح الشريف أن هذا الواجب يترتب عليه مجموعة من الأمور، أهمها أنه لا بد أن يكون هناك يقين بأن الله -عز وجل- هو ناصر المستضعفين، وأن لا يتسلل إلى قلوبنا القنوط واليأس من رحمة الله تعالى، وأن نوقن بأن الإسلام لا ينتهي بمثل هذه التعذيبات وبمثل هذه المشاهدات، وإنما هي مرحلة ضعف لا بد أن تنتهي بنصرة المسلمين لإخوانهم المستضعفين في الأرض.
وأشار الشريف إلى أن تكالب المجتمع على المسلمين الضعفاء؛ لأن هذا المجتمع قد وجد سبلاً للاتحاد حتى يتحد ضد المسلمين في الوقت الذي يمتلك فيه المسلمون قواسم مشتركة كثيرة، لكنهم يبتكرون من وسائل الفرقة ما شتت شملهم وجعلهم ضعفاء، وهذا للأسف مما فعله المسلمون بأنفسهم، وقد خربوا بيوتهم بأيديهم إلى حد كبير.
وعزى الشريف سبب غياب قضية المسلمين الإيغور عن الساحة الإسلامية لبعد المسافة، واختلاف اللغة، وربما للتعتيم الإعلامي، ربما هناك الكثير من الأسباب.
وحول الدعوات لمقاطعة البضائع الصينية قال الشريف: "المقاطعة في ظاهرها جيدة، لكن تطبيقها على أرض الواقع مستحيلٌ والسبب هو أن البضائع الصينية اكتسحت العالم، والصين تقدمت صناعياً واقتصاديا، في الوقت الذي يعتمد فيه المسلمون على الصين وبضاعتها، ويستوردون منها، وبالتالي لا يوجد بديل، الحديث عن المقاطعة شعار جيد لكن ما هو البديل؟ ويا ليتنا نصنع مثلما يصنع الصينيون وعندما نتمكن من تقوية قطاعاتنا الصناعية في بلادنا العربية والمسلمة عندها -بكل جرأة- نستطيع القول قاطعوا البضائع الصينية، نحن شعوب مستهلكة وهذا الأمر يحتاج لمراجعة سياسات قبل أن يكون عاطفياً أو شكلياً".
حملات شعبية وإعلامية
عدنان حميدان: نحتاج حملات شعبية وإعلامية للضغط على الحكام والمسؤولين وأعضاء البرلمانات في الدول العربية والإسلامية؛ لاتخاذ موقف واضح وقوي ضد الصين
أما الإعلامي عدنان حميدان فقد قال في حديثه لبصائر: "إن أبناء منطقة تركستان الشرقية المحتلة من الصين حاليا (غرب الصين) مسلمون يتحدثون اللغة التركية، عاشوا الاحتلال الصيني لأكثر من مائتي سنة، وبعد خلاصهم منه لسنوات قليلة عاد الحكم الشيوعي الشمولي لاحتلالهم مع خمسينيات القرن الماضي، وبعد نحو عشر سنوات من السماح لهم بممارسة شعائرهم الإسلامية عاد ليشدد وطأته عليهم ويمنعهم من حقوقهم الدينية ويكرههم على كثير من القضايا المخالفة للدين مثل إجبار المسلمة على الزواج من غير المسلم والافطار في رمضان وشرب الخمر".
واعتبر حميدان أن انتشار الإشاعات بين ما يطرح حول المسلمين الإيغور عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو مسؤولية تتحملها الصين، كونها تمنع وجود إعلام مستقل لدى الإيغور وهذا قد يعطي مجالاً لتداول شائعات حول أوضاع الإيغور هناك.
وأضاف حميدان: نحتاج حملات شعبية وإعلامية للضغط على الحكام والمسؤولين وأعضاء البرلمانات في الدول العربية والإسلامية؛ لاتخاذ موقف واضح وقوي ضد الصين، والعمل على جرها لمحكمة الجنايات الدولية واعتقد أن هذا موقف يتقدم على الاعتراض والحشد أمام السفارات الصينية.
ووصف حميدان الصين بأنها كبلد لا تهتم بمن يتظاهر ضدها ولا تكترث لصورتها أمام الرأي العام، والرهان إذن على الضغط عليه من الزاوية الاقتصادية ومن زاوية العقوبات الدولية.
وأضاف حميدان: أن صادرات الصين للدول العربية تقدر بـ 100 مليار دولار سنوياً، وتعد الصين أهم شريك تجاري للسعودية خلال 2018؛ فقد استوردت منتجات وسلعاً من الصين بما يزيد عن 700 مليار ريال (أي ما يعادل نحو 187 مليار دولار) وذلك خلال آخر 10 سنوات (منذ 2009 وحتى عام 2018) قائلاً" :إن معظم ما يستورد من الصين يستهلكه الأفراد لا الحكومات؛ فلو كانت هناك مقاطعة شعبية حقيقية يمكن أن توجعهم فعلاً".
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن