عندما تكون الديمقراطية سبيلاً للاستبداد!
كتب بواسطة أحمد عجاج
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
2186 مشاهدة
ثَمّة مشكلة في فَهم الديمقراطية!
هذه المشكلة مفتاحٌ لتدمير الديمقراطية وللأسف باسم الديمقراطية!
المشكلة هي الأكثرية البرلمانية!
في بريطانيا نال جونسون أكثرية في ظرف استثنائي، وبقانون انتخابي ظالم! حصل في الانتخابات على عدد اقل من أصوات الناخبين من تلك التي نالتها المعارضة، لكنه نال عدداً أكبر من المقاعد في البرلمان؟!
الآن يريد جونسون أن يغير الدستور واستقلال المحاكم، وأموراً كثيرة… إنه يملك الأكثرية!
في الهند أصبحت الحكومة هندوسية وتريد أن تجعل الهند دولة هندوسية وليست علمانية!
الحكومة نالت الأكثرية بشعار طائفي، والآن تريد نزع حقوق مواطنين مسلمين وغيرهم من الأقليات واستقدام هندوس فقط من بلدان أخرى بحجة تعرض حقوق هؤلاء الإنسانية للانتهاك!
في إسرائيل تحولت الديمقراطية إلى عنصرية فجّة؛ تنزع حق الفلسطيني وتطرده وتستقدم اليهودي من بلاد بعيدة!
في بورما التي تتزعمها حاملة جائزة نوبل للسلام ترتكب باسم الديمقراطية ومفهوم الأكثرية جريمة إبادة ضد الإنسانية بحق أقلية مسلمة!
وأخيرا في لبنان وإن بشكل أقل وباسم الأكثرية، واعوجاج الديمقراطية، تتغير ميثاقية الدولة، لصالح حسابات ضيقة طائفية ومصالح خارجية!
أين المشكلة؟!
المشكلة هي ان الذين يطبقون الديمقراطية ليسوا ديمقراطيين، بل مزيفون، وطائفيون، وفاسدون.
إنّ الديمقراطية ترتكز على مبدأ واضح هو أن الأكثرية لا يمكنها أن تحكم في قضايا مصيرية بفارق عددي، بل لا بد من الحكم بالتوافق والتراضي!
عندما تسقط فكرة التوافق تزول الديمقراطية وتسود استبدادية الأكثرية، ومعها تصبح البلاد تحت حكم الأكثرية، وفكرالأكثرية ومزاجية الأكثرية، وعندها يصبح كل شيء ممكن فيتحول المدنس إلى مقدس والمقدس إلى مدنس!
المصدر : المنهل
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة