زوجي هجرني بسبب عنادي
الملخص:
امرأة متزوجة تذكُر أنها كانت كثيرةَ العناد مع زوجها، وكان يَصبِر عليها، ثم هجرها بعد ذلك، وتريد الآن أن تُصلح ما أفسَدتْه، لكنه رفض هذا الأمر، وتسأل عن حل.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشكلتي أنني كنتُ زوجةً سيئةً لزوجي بأفعالي وكلامي وغَيرتي وعنادي، فلم يعد زوجي يُطِيق وجودي في حياته، وأخبرني بأنه ضاق بي ذرعًا، وأنني أتعبته طوال السنوات الست التي عشناها معًا، أنا أعترف بأنني كنت عنيدة وغيورة، لكنني تبتُ إلى الله واعتذرتُ لزوجي، وقلت له إنني أُحبه وسأفعل له كل ما يرضيه، لكنه نهرني وصدَّني وقال إنه لا يريد ذلك الحب، لم أخبر أحدًا من أهلي بما جرى، وأنا في بيتي أقوم بواجباتي المنزلية دون أن يكلم أحدنا الآخر، وقد تعبت من هذه الحالة، وأريد أن أعود لحياتي السابقة، وأخشى أن يطلقني أو يتزوج عليَّ، أرجو توجيهكم ومشورتكم وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فمرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، لقد رُزقتِ زوجًا محبًّا ليِّنَ الجانب، يتحمل زوابعكِ ويتغاضى عنها، وبدلًا من أن تستقبلي ذلك بِحُنوٍّ ورحمة، كنتِ تُطْلِقين العنان لأهوائك، فتكثرين من المشكلات وتحرقينه بنيران الغيرة، ثم لم تقصري أيضًا بأن تماديتِ في العناد، حتى فلت منكِ حبلُ الصبر الذي كان يطلقه لكِ زوجُكِ.
لا تكوني ذلك الإنسان الغافل الذي لا ينظر لِما في يده، بل يلقي به في التراب، ولا يرى إلا ما يفتقده، فلا هو استمتع بما في يده، ولا هو حصَّل ما تشتهيه نفسه، بل تفحَّصي نعمَ الله عليكِ، وأكثري من شكرها لتدوم بإذن الله تعالى.
أُحَيِّي فيكِ صدقكِ ومعرفتكِ لنفسكِ واعترافكِ بما وقعتِ فيه من أخطاء، وأنبِّهكِ فقط أننا قد نغفر لكِ النكد ونقول: بسبب المسؤولية، وقد نغفر لكِ الغيرة التي نفرَّت زوجكِ من حياته معكِ، ونقول: محبة، أما العناد من المرأة التي هي رمز المحبة والسكينة والهدوء، فهذا هو باب الشيطان القوي الذي دخل لحياتكم منه، وانتبهي أن كلمة "عنيد" لم تذكر في القرآن إلا في سياق الذمِّ والإصرار على الخطأ، وهذا الطبع يقتل في المرأة نعومتها وأنوثتها، حتى لا يشعرَ مَن يعيش معها بأنه يحظى بالأمان والسلام العائلي، فتَخلَّي عن هذه الصفة السيئة، ودرِّبي نفسكِ على الحِلْمِ وضبط النفس والانفعال؛ مستهدية بقول رسولنا الكريم: ((إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم))؛ حتى تستردي سلام حياتكِ بأقل الخسائر إن شاء الله.
أقول لكِ: عليكِ بثلاثة أمور:
1- الحمد لله أنكِ تداركتِ عيوبكِ، فاحرِصي على التخلص منها، واستبدلي النكد بالبشاشة، والغيرة بالحب الحقيقي المبني على التسامح والتغافل، وانبذي هذا العناد واخضعي لزوجك؛ ففي ذلك راحة لكِ ودعم له ولرجولته، واستعيني على ذلك بالدعاء والاحتساب، وصدِّقيني ستجدين تغيركِ وتحليكِ بالهدوء والاستسلام انعكس على صحتكِ وجمالكِ، وأصبح البيت مصدر سعادة وسكينة لكِ ولزوجكِ، الذي سيشتاق للساعات التي يقضيها في بيته أنسًا بكِ وبأولادكِ، وستجدين الصحة النفسية ملأت البيت، وينعم بها الجميع إذا انتهت هذه العادات من حياتكِ.
2- أثبتي لزوجكِ أنكِ تغيرتِ فعلًا بالفعل لا بالقول، وذلك بالإقلاع عن كل عيب اكتشفتِهِ في نفسكِ أو ذكره هو لكِ، وما دام يعيش معكِ في نفس البيت ولم يَهجركِ، أو يتزوج كما تتوقعين حتى الآن، فالأمر بإذن الله ما زال في يدكِ، فأثبِتي له تغيركِ حقيقةً من خلال سلوككِ معه، وسوف يتراجع عما وصل إليه من إنهاء ما بينكم بإذن الله.
3- تعلَّمي دينكِ، فجميع النساء بين جنباتهنَّ نفسٌ إنسانية كاملة، تكره أن تخضع أو تذل لبشر؛ لأنهما سواء، ولكن عندما يكون الخضوع لله والذل لجنابه، فهذه هي العزة بعينها، فخضوعكِ لزوجكِ هو خضوع لله عز وجل، أَطيعيه؛ لأن الله أمركِ بهذا لا لأنه أقوى؛ وتذكَّري قول نبيكِ صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ))، انظري فإن الحديث قرن طاعته بأهم فرائض الدين، إذًا هي أمرٌ - لو تعلمين - عظيمٌ.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/138780/#ixzz6FKVhyzp3
المصدر : الألوكة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن