لماذا مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالكورونا؟
يشير مسؤولو الصحة العامة إلى أنه مع انتشار فيروس كورونا المستجد، وإصابة المزيد من الناس في الولايات المتحدة، فإن الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقا معرضون لخطر إضافي "خاص".
ووفقا لخبر نشره موقع "يو أس توداي" الأمريكي، وترجمته "عربي21"، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن مرضى السكري هم من بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات COVID-19.
وأوضح أن التقلبات في مستويات السكر في الدم والمضاعفات المحتملة لمرض السكري يمكن أن تجعل من الصعب علاج العدوى الفيروسية، بحسب الاتحاد الدولي للسكري.
لماذا مرضى السكري
وقال الموقع إنه على الرغم من أن الأطباء ما زالوا يتعلمون بالضبط ما الذي يعرّض شخصا ما لخطر أعلى للإصابة بالمرض نتيجة فيروس كورونا، إلا أن المعلومات الأولية تشير إلى أن كبار السن الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، قد يكونون في خطر أعلى من غيرهم.
فوفقا لبيانات أولية لأكثر من 44000 حالة مؤكدة في الصين اعتبارا من 11 شباط/ فبراير، كانت الوفيات بين المرضى الذين يعانون من مرض السكري بنسبة 7 في المئة، مقارنة بـ0.9 في المئة لأولئك الذين ليس لديهم حالة مرضية مزمنة، كما يقول مركز السيطرة على الأمراض.
ويشير الاتحاد الدولي للسكري إلى أنه قد يكون هناك سببان للمضاعفات التي يمكن أن تنشأ، أولا، إن الجهاز المناعي معرض للخطر، ما يجعل من الصعب محاربة الفيروس، ويؤدي على الأرجح إلى فترة نقاهة أطول. أما السبب الثاني، فهو أن الفيروس قد يزدهر ويتطور في بيئة ترتفع فيها نسبة الجلوكوز في الدم.
وقالت "سوزان سبرات"، طبيبة الغدد الصماء بجامعة ديوك الأمريكية: "السكري يؤثر على الشفاء بشكل عام، والمرضى الذين يعانون من مرض السكري يمكن أن يكون لديهم خطر متزايد في أخذ المزيد من الوقت للشفاء والحصول على العدوى الثانوية".
من جهته، أشار اختصاصي علاج التقرحات المزمنة والقدم السكري، مالك تيم، إلى أن "فرص إصابة مرضى السكري بفيروس كورونا تزداد؛ بسبب طبيعة حياتهم، فهم أكثر عرضة لزيارة المستشفيات والمرافق الصحية، ما يجعلهم على اتصال أكبر ومتكرر لمسببات الأمراض عموما، ومنها الكورونا".
وتابع تيم في حديث لـ"عربي21": "أيضا إهمال النظافة الجسدية التي نلحظها عند بعض المرضى، خاصة كبار السن، إضافة إلى أن بعض مرضى السكري يتعرضون لمضاعفات كتقرحات القدم السكري المزمنة، وبسببها يتناول المريض الكثير من المضادات الحيوية التي تُضعف المناعة؛ نتيجة لتأثيرها على البكتيريا الجيدة في المعدة و الأمعاء".
وأضاف: "يكون الناس، ومنهم مرضى السكري، أكثر عرضة للإصابة بالنزلات الصدرية وغيرها في فصل الشتاء".
وأوضح أن مسألة تأثير ارتفاع الجلوكوز وتسببه بالعدوى الفيروسية غير دقيقة تماما؛ ذلك لأن نسبة السكر في الدم تكون منتظمة عند غالبية المرضى، لكنها لا تنتظم عند نسبة ضئيلة منهم، لذلك لا يمكن التعميم".
وأكمل: "السكر بيئة خصبه لتكاثر الميكروبات، ولكن في الالتهابات الخارجية كالجروح غالبا، وقد تساعد على الالتهابات الفيروسية مثل الكورونا، ولكن يجب ألّا ننسى أن عمليه الالتهاب والاستجابة لها في الجسم تسبب ارتفاع السكر، والتي يصحبها ضغوطات نفسيه، أيضا تساعد على رفع السكر".
وحول النصائح التي يقدمها لمرضى السكري لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، قال تيم: "الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وعدم زيارة المستشفيات والمراكز الصحية إلا للضرورة، أيضا المحافظة على النظافة الشخصية".
ونبه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهرت عليهم أي أعراض، مع ضرورة الابتعاد عن الهلع والقلق.
وتشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري، حتى أولئك الذين يعانون من حالة تدار بشكل جيد، معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا أيضا.
ما الذي يجب على مرضى السكري فعله للاستعداد؟
يوصي مركز السيطرة على الأمراض الأشخاص الذين يعانون من ظروف موجودة مسبقا، كمرض السكري وغيره، باتخاذ الاحتياطات اليومية لحماية أنفسهم من COVID-19، وهذا يشمل تجنب الاتصال مع المرضى، وغسل أيديهم بانتظام، وعدم لمس وجوههم.
ونبه المركز على أولئك الذين يعانون من حالة صحية، مثل مرض السكري، بضرورة التأكد من اتصالهم بطبيبهم إذا كانوا بحاجة إلى أدوية أو لوازم إضافية، مثل شرائط الاختبار أو الأنسولين.
بدوره، قال دان هوارث، رئيس مركز الرعاية بمرض السكري في المملكة المتحدة، في بيان: "إذا كنت مصابا بداء السكري، ولديك أعراض مثل السعال، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق في التنفس، فأنت بحاجة إلى مراقبة نسبة السكر في الدم عن كثب".
المصدر : عربي 21
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن