له أكثر من ثمانين مؤلفاً، والعديد من الدورات التدريبية وغيرها الكثير من المحاضرات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية معظمها في قضايا الأسرة والمجتمع.
ولماذا لا ينامون؟!
لعل الحديث عن الجنة من أجمل الأحاديث، وأمتعها، وأعذبها، فالحديث عنها يزيد الشوق إليها، ويُضاعف الحماسة لها، ويُجدِّد هِمّة السعي لدخولها، والتنعُّم بنعيمها.
وإذا كان ثلث عُمر الإنسان في الدنيا تقريباً يذهب في النوم؛ رغم قِصرها، فإن الجنة، مع الخلود فيها، لاينام أهلها لأنهم لايحتاجون إلى النوم الذي يحتاجه أهل الدنيا ليستريحوا فيه، ويُجدِّدوا نشاطهم به، كما أن النوم مثل الموت: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". الزمر (42)
لهذا لاينام أهل الجنة، ولايحتاجون إلى النوم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (النوم أخو الموت، ولايموت أهل الجنة). صحيح الجامع.
وإذا كان الموت أكثر مايخشاه الإنسان في الدنيا، فَبِهِ يُفارق الحياة والمال، والأحباب، فإن الموت يُجاء به يوم القيامة ليراه أهل الجنة وأهل النار، فيُذبح، فيزداد الأولون سعادة وطمأنينة بذهابه، ويزداد الآخرون غمّاً وهمّاً بذهابه، قال صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، يُجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرَئِبُّون، فينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادى: يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون، فينظرون، فيقولون : نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيؤمر به فيذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت). صحيح الجامع.
وإذا كان مِن أهل الدنيا مَنْ قد يرحل من وطنه أو يُرَحَّل، فإن أهل الجنة، وكذا أهل النار، يقيمون حيث هم: لارحيل، ولاموت (إن المَرَدّ إلى الله؛ إلى جنة أو نار: خلود بلا موت، وإقامة بلا ظعن). صحيح الجامع.
ونحن نُعَبِّر عن شدة الفرح فنقول (مات من الضحك)، ومايشبه هذا التعبير نَجِده في حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : (....فلولا أن الله تعالى قضى لأهل الجنة الحياة والبقاء لماتوا فرحاً، ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها لماتوا ترحاً). صحيح الجامع.
فيا أيُّها المؤمنون الصالحون اشحذوا هممكم، وزيدوا طاعاتكم، وأخلِصوا أعمالكم، لتدخلوا جنة تحيون فيها ولاتموتون، وتنعمون فيها ولا تبأسون، وتصِحُّون فيها ولاتمرضون.
ويا أيُّها العاصون أقلِعوا عن ذنوبكم، وتوبوا إلى ربكم، حتى لاتحرموا أنفسكم جنة لاتعدل دنياكم كلها فيها، عند الله، جناح بعوضة.
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة