الأمن النفسي
في ظل الظروف المحيطة بنا والأحداث المتتالية من حولنا وما يشغلنا من هموم ومشاكل شخصية، تلح علينا حاجة ماسة حيثما كنا، وهي حاجتنا للشعور بالأمن النفسي، فهل هذا ممكن في ظل هذه الظروف وكيف لنا أن نحقق ذلك وما علاقة الأمن النفسي بالنفس المطمئنة؟
تعالو معا لنبحر سويا لنتعرف على مفهوم الأمن النفسي: وهو الطمأنينة النفسية والانفعالية, والحاجة إلى الأمن تتضمن شعور الفرد أنه يعيش فى بيئة مشبعة للحاجات وأن الآخرين يحبونه ويحترمونه ويقبلونه، وأنه مستقر وآمن أسرياً، وأنه مستقر فى سكن مناسب وله مورد رزق مستمر، وأنه آمن وصحيح جسميا ونفسيا، وأنه يتجنب الخطر ويلتزم الحذر ويتعامل مع الأزمات بحكمة ، ويشعر بالثقة والاطمئنان والأمن والأمان.
وأما النفس المطمئنة هي تلك النفس التى لاتأسى على ما فات ولا تجزع لما هو آت، مستسلمة راضية لحكم الله وقضائه، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم – واصفا لحال المؤمن فقال: (عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له) .فيتقلب بين شكر وصبر ،فالنفس المطمئنة ليست نفس تعيش حالة مثالية من الحياة بلا هموم ومشاكل وعيشة آمنة خالية من البلايا والمحن، بل حياة تتقلب عليها كتقلبها على غيرها إلا أنها متصلة بمن أوجدها بالرحيم الذي هو أرحم بها من أمهاتنا، يغمرها يقين بأنها لن يصيبها إلا ماكتب لها، لن يضرها احد ولن ينفعها أحد إلا بإذن الواحد الأحد، فتغدو بفضل الله في طمأنينة وسلام داخلي.
فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله يقول: (ما يصنع أعدائي بي؟! إن جنتي في صدري، وإن حبسي خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة) .
النتيجة أننا يمكن أن نحيا حياة مطمنئة بقلوب مؤمنة واثقة بالله مهما كانت تحديات الحياة وتهديداتها مادامت تلك المضغة معلقة بالله فلن يضير النفس شيئا..
جعلنا الله وإياكم من النفوس الآمنة المطمئنة في الدنيا والأخرة اللهم آمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن