ذكرى النكبة.. معادلة الزمن تجدد ذاكرة الفلسطينيين بأرضهم
كتب بواسطة مصطفى صبري
التاريخ:
فى : تحقيقات
1038 مشاهدة
- أبو جابر النكبة ضربة شبه قاتلة
- صرصور: لن نستطيع النسيان
- مسكاوي: تم تخليد ذكرى قرية مسكة لتبقى عصية على النسيان
- واكد: نحن في الخارج والمغتصب في الداخل
- فريج: مشروع مساجدنا يروي حكايتنا
حلول الذكرى الـ72 للنكبة الفلسطينية جدد ذاكرة الفلسطينيين بأرضهم التي سلبت بعد إعلان قيام دولة الاحتلال وتشريد أكثر من 950 ألف فلسطيني وتدمير قرابة 500 قرية بالمجازر وتحت وطأة السلاح.
النكبة والضربة القاتلة
وقال د. إبراهيم أبو جابر، من الداخل الفلسطيني: صحيح أنّ النكبة تُعدّ ضربة شبه قاتلة في خاصرة الشعب الفلسطيني، أخّرت تحقيق حلم مشروعه الوطني، واستقلاله كباقي شعوب الأرض، إلا أنّ شرعية حقّه في وطنه كانت وستبقى أقوى من أي احتلال أو قوة، مهما تناغم مع المحتل من قوى الظلم والهيمنة والبطش، ممن امتهنوا نهب موارد وخيرات وثروات الشعوب المستضعفة في العالم.
حاضرة في الوجدان
وأضاف أنّ فلسطين بجغرافيتها وتاريخها وقضيتها، وروايتها وشعبها، ستبقى حاضرة في وجدان كل حر وغيور وشريف، وفي المحافل الدولية رغم كل محاولات التصفية والتهويد والتنّكر من البعيد والقريب، لأنها قضية شعب عادلة شُرّد من أرضه بشهادة أمم وشعوب الأرض والمؤسسات الدولية والتاريخ.
الصمود والوحدة
ولفت قائلاً: إنّ المطلوب لتحقيق هذا المشروع هو الصمود والتمسّك بالثوابت الفلسطينية، والوحدة الوطنية بين مختلف مركّبات شعبنا ومجتمعنا، عندها سيعلو صوت مجتمعنا وشعبنا فوق كل النّعرات ومشاريع الأسرلة والاندماج التي غدت تغزو مجتمعنا، والخطاب الهجين لبعض من قادة الجمهور العربي في البلاد، فقط عندها سنصبح ورقة صعبة ورقماً صعباً عند الآخرين وفي حساباتهم.
وجع يتجدد
وجع النكبة يظهر جلياً في مناطق الداخل الفلسطيني عام 1948، فالكثير منهم يذهب على قلاعهم التاريخية التي ما زال جزءاً منها حتى الآن صامداً أمام كل محاولات شطب ذكريات النكبة.
في قرية أجزم جنوب مدينة حيفا، يذهب أهلها إلى القرية المهجرة التي سكنها يهود بعدها، فهم يذهبون للمكان ويصلون إليه، ولكن لا يستطيعون العيش فيه، فهناك غرباء استولوا على المنزل يقولون: إنهم هم الأحق فيه.
لا نستطيع النسيان
وقال المواطن مجد صرصور، من بلدة كفر قاسم في اتصال معه: أنت لا تستطيع أن تنسى ما جرى لنا في الداخل من تهجير وذبح بدم بارد، فما زالت القلاع التي هجرها أصحاب الأرض تؤكد أن هنا كان شعب يعيش على الأرض، فبيارات فلسطين التاريخية وبيوت القرى المهجرة والمقابر والمساجد والكنائس شاهدة على نكبة متجددة، والاحتلال يحاول إغلاق القرى المهجرة كي لا يصل إليها أصحابها الذين هجروها بالقتل والذبح.
مسكة وتخليد الذكرى
قال عزيز عبدالحي (65 عاماً) من مدينة الطيرة في الداخل: مدينة الطيرة قريبة على الخط الأخضر، ونستطيع رؤية مدينة قلقيلية بوضوح ونسمع الآذان منها، وبجانب الطيرة كانت قرية مسكة المهجرة، وأهلها شردوا على مناطق الضفة الغربية، والاحتلال شطب كل مَعْلم فيها، وكان والدي عندما يمر من مكان قرية مسكة كان يقول لي: لو تتكلم هذه الأرض لخبرتنا عن أهلها الذين كانوا يجاورننا ونعيش معهم، وفي النكبة شطبت القرية وشرد أهلها، ومع ذلك لم ينسَ أهلها مسكة، وأهلها ما زالوا يذكرونها بعد مرور 72 عاماً على طردهم منها.
في مدينة قلقيلية، أقام أهالي مسكة ديواناً أطلق عليه "ديوان مسكة"، والعمارة التي أقيم فيها الديوان أطلق عليها "عمارة مسكة"، وعلى بعد مسافة 3 كم تبعد قرية مسكة عن ديوان أهل مسكة في قلقيلية.
قال المحامي منتصر مسكاوي: أهالي مسكة تخليداً لقريتهم أقاموا ديواناً باسمها في قلقيلية، كما أن شارع غربي المدينة بالقرب من الجدار أطلق عليه شارع مسكة، وهو لا يبعد هوائياً عن القرية المهجرة سوى كيلومتر، فالزمن لا يمحو ذاكرتنا، بل يجددها، وكأن النكبة وليدة الأمس، فالجيل الجديد بعد النكبة يتذكر قراهم التي هجروها، وخلال عملي في المحاكم التقيت كثيراً من أبناء القرى المهجرة وتاريخ ميلادهم وموطنهم الأصلي مكتوب بشهادة الميلاد وتحمل أسماء المناطق التي كانوا فيها.
نحن في الخارج والمغتصب في الداخل
قال المواطن اليافاوي سامر واكد، في اتصال هاتفي معه: في معادلة النكبة الـ72 نذهب إلى بيوتنا القديمة التي استولى عليها يهود جاؤوا من شتى أنحاء العالم، ويكون صاحب الدار في الخارج والمغتصب في الداخل، بينما الصورة الصحيحة لمخرجات المعادلة أن يكون المغتصب في الخارج وصاحب الدار في الداخل، فمدينة يافا كان عدد سكانها قبل النكبة أكثر من مائة ألف مواطن، بينما اليوم لا يزيد العدد على 20 ألفاً، والأحياء اليافاوية انقرضت وبقي منها 6 أحياء محاصرة بأحياء يهودية تم استجلابها من قبل شركات استيطانية، ويبقى جامع حسن بك قلعة يافا التي تذكّر العالم أن الأرض للفلسطينيين مهما طال الزمان أو قصر.
توثيق المقدسات سرد للحكاية
بدوره، قال الشيخ صفوت فريج، نائب رئيس الحركة الإسلامية ورئيس جمعية الأقصى للأوقاف والمقدسات في الداخل: مساجدنا ومقدساتنا هي خير من يحكي روايتنا، في ذكرى النكبة الـ72، هي خير دليل على الهويّة العربيّة والإسلاميّة لهذا المكان ولسكانه، لذلك نُطلق في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة مشروع "توثيق مساجد ومقدّسات فلسطين.. خير الذاكرة"، نبدأ الآن بـ48 مسجدًا بالعدد الذي يدل على سنة النكبة.
المصدر : مجلة المجتمع
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة