العشق الكبير
كتب بواسطة مصعب محمد الشيخ
التاريخ:
فى : قصص
1365 مشاهدة

يقولون عشق قيس بن الملوح حتى أرداه عشقه مجنونا يهيم على وجهه في الفلوات..
هام جميل العذري فلم ينظم شعرا إلا في محبوبته بثينة حتى قال فيها:
- ارحميني فقد بليت فحسبي بعضُ ذا الداء يابثينةُ حسبي
فقلت: لا والله , لا ذاك ولا ذيك ..
إنما العشق هو عشق عجوز الحي لزوجته السبعينية صاحبة التجاعيد السميكة , وصاحبة السُّبحة الطويلة !!
توفّيت جارتنا أم مرعي التي كانت تطيل الجلوس مع زوجها أبي مرعي أمام بيتهم الطيّني صباح كل يوم !!
مررت به بعد ثلاثة أيام من وفاتها :
وا حزناه عليك يا عماه صرت وحيداً ..
هيئ نفسك سنبحث لك عن زوجة جديدة , ابتسم ثم بكى وقال :
يا بني أتدري أنني صليّت الفجر قضاءً اليوم , أتدري أنها كانت منبهتي لصلاة الفجر طيلة خمسين سنة , كنّا نتقاسم أذكار الصباح وأوراد المساء , أتدري أنني لم أتوضأ بماء باردٍ منذ 50 سنة.
كانت تستقيظ وتضع لي وَضوء الماء على مدفئة الحطب بعد أن توقدها , وحينما يسخن تناديني بصوت هادئ : أبا مرعي : صلاة الفجر يا أبا مرعي , هيّا قم ..
هيّا قم أيها العجوز , أضحك وأقول لها أنا ما زلت شاباً وأنتِ العجوز ..
كنت أقرأ قصار السور , تتأفف مني كعادتها وتقول: آه منك أيها العجوز لا تحفظ غيرهم! أطِل بنا قليلاً ...
تركته يفرك عينيه وذهب ... أين أنت أيها المتنبي كي تكتب قصيدة عصماء في هذا الحب !!
ترددت عليه مرارا , ليس له سيرة من هذه الحياة إلا ( أم مرعي ) ... ويختم قوله : أشتقت لك كثيراً يا أم مرعي
بعد ثلاثة أشهر فقط , يؤذن مؤذن الموت ( انتقل الى رحمة الله أخوكم أبو مرعي )
ذهبت الى صلاة الجنازة ...
خاطبته وأنا واقف عند رخامة قبره: أي حبٍ ذاك أيها العجوز جعلك لا تطيق الحياة أكثر من ثلاثة أشهر دونها !!
ليتني أسمع الإجابة , ليتني , ليتني..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الرابع
أدباء الدَّعوة في انتظار الـمِظلّة
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين!
غزّة العزّة.. مَعلَم وشاهد حضاري للأمّة
ترتيب الأولويات.. وأثرها في تحقيق الذات!