العشق الكبير
كتب بواسطة مصعب محمد الشيخ
التاريخ:
فى : قصص
1247 مشاهدة
يقولون عشق قيس بن الملوح حتى أرداه عشقه مجنونا يهيم على وجهه في الفلوات..
هام جميل العذري فلم ينظم شعرا إلا في محبوبته بثينة حتى قال فيها:
- ارحميني فقد بليت فحسبي بعضُ ذا الداء يابثينةُ حسبي
فقلت: لا والله , لا ذاك ولا ذيك ..
إنما العشق هو عشق عجوز الحي لزوجته السبعينية صاحبة التجاعيد السميكة , وصاحبة السُّبحة الطويلة !!
توفّيت جارتنا أم مرعي التي كانت تطيل الجلوس مع زوجها أبي مرعي أمام بيتهم الطيّني صباح كل يوم !!
مررت به بعد ثلاثة أيام من وفاتها :
وا حزناه عليك يا عماه صرت وحيداً ..
هيئ نفسك سنبحث لك عن زوجة جديدة , ابتسم ثم بكى وقال :
يا بني أتدري أنني صليّت الفجر قضاءً اليوم , أتدري أنها كانت منبهتي لصلاة الفجر طيلة خمسين سنة , كنّا نتقاسم أذكار الصباح وأوراد المساء , أتدري أنني لم أتوضأ بماء باردٍ منذ 50 سنة.
كانت تستقيظ وتضع لي وَضوء الماء على مدفئة الحطب بعد أن توقدها , وحينما يسخن تناديني بصوت هادئ : أبا مرعي : صلاة الفجر يا أبا مرعي , هيّا قم ..
هيّا قم أيها العجوز , أضحك وأقول لها أنا ما زلت شاباً وأنتِ العجوز ..
كنت أقرأ قصار السور , تتأفف مني كعادتها وتقول: آه منك أيها العجوز لا تحفظ غيرهم! أطِل بنا قليلاً ...
تركته يفرك عينيه وذهب ... أين أنت أيها المتنبي كي تكتب قصيدة عصماء في هذا الحب !!
ترددت عليه مرارا , ليس له سيرة من هذه الحياة إلا ( أم مرعي ) ... ويختم قوله : أشتقت لك كثيراً يا أم مرعي
بعد ثلاثة أشهر فقط , يؤذن مؤذن الموت ( انتقل الى رحمة الله أخوكم أبو مرعي )
ذهبت الى صلاة الجنازة ...
خاطبته وأنا واقف عند رخامة قبره: أي حبٍ ذاك أيها العجوز جعلك لا تطيق الحياة أكثر من ثلاثة أشهر دونها !!
ليتني أسمع الإجابة , ليتني , ليتني..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة