وحش في بيتنا
كتب بواسطة د. محمد راتب النابلسي
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1195 مشاهدة
قال أحد الإخوة لقد أخرجت اليوم الوحش من بيتي !!
فسألوه : من هو هذا الوحش ؟!
قال : ضيف زارنا، وضعناه في بيتنا، أصغينا له ساعات طويلة، أنا وزوجتي وأولادي، كرَّمناه تكريماً لا حدود له، ثم بعد حين إكتشفت أن هذا الضيف وحش، أقام علاقة متينة جداً بينه و بين أولادي، على حساب علاقتهم معي، أقام علاقة طيبة جداً بينه وبين زوجتي وأولادي، وأنا أصبحت مهمتي أن آتي لهم بالطعام فقط ليأكلوه وهم مع الوحش، ثم اكتشفت أنه ما لم أطرد هذا الوحش من بيتي، سيقضي علي وعلى أسرتي .
أيها الإخوة والأخوات :
دخلت مرةً بيتاً يريد أحد الأخوة أن يشتريه، فطلب مني أن أراه، فقبلت ذلك، دخلنا الغرفة فرأيت طفلاً مضطجع على ظهره، واضعاً رجلاً فوق رجل، وبيده موبايل، والله، لم يحرّك ساكناً لما دخلنا، ومعي أبوه، والله لم يلقِ لنا بالاً، ولم يشعر حتى بوجودنا !!
هذا هو ( الوحش )
والله، الموضوع خطير جداً
يوم كنا صغاراً، إذا ذهب أحدنا إلى فيلم في السينما، كان يعاقَب من أشد أنواع العقاب .
اليوم أصبح في كل بيت يوجد ملهى ليلي، وفي كل غرفة، وبيد كل شخص، من الأب والأم إلى الأولاد !
هل هذه بيوت المسلمين ؟
والله شيء مؤلم جداً
إذا لم نُقم الإسلام في نفوسنا أولاً، ثم في بيتونا ثانياً، ولم نربي أولادنا تربية إسلامية، ولم يكن في البيت طهر وعفاف، وذكر لله، وتلاوة للقرآن، وإقامة الصلوات، وفيه روحانية الإسلام، فيه تجليات من الرحمن، فهذه البيوت ستصبح اليوم بوجود هذا الموبايل والإنترنت والفضائيات قطعة من الجحيم ..
بيت كله مشاكل، وصخب، وضرب، وتكسير، وسبّ، وطرد على بيت الأهل، ثم يقع الطلاق .. لأن هذا من فعل الشيطان .
أما إذا كان هناك طاعة للرحمن سيختلف الأمر تماماً .
أرجو أن يكون بيتكم إسلامياً، وأن تنتبهوا لأولادكم وبناتكم، علموهم الصلاة، وقراءة القرآن، علموهم السيرة النبوية، وأخلاق رسول الله، يجب أن يعلموا ما هو الحلال والحرام .. وعليكم بالتوبة، بغض البصر، بالصدق، بأداء الصلوات، ربّوا أولادكم تربية صحيحة، أيقظوهم على صلاة الفجر يومياً، لعلّ الله أن يحميهم ويحميكم من شرِّ هذا الوحش .
فانتبهوا من هذا الوحش !!
هذا الوحش إستطاع أن يقضي على مبادئ وأخلاق الكبار، وأضاعوا دينهم بسوء استخدامه ..
هذا الوحش قضى على علاقات أسرية كثيرة، ودمَّر كثيراً من بيوت المسلمين، وعبث بعقول النساء والرجال وحتى كبار السن، فما بالكم بالأولاد ؟!
المصدر : موقع الدكتور محمد راتب النابلسي
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة