الأمين العام لحزب الأمة - الكويت
دفرسوار الربيع العربي!!
كتب بواسطة سيف الهاجري
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
853 مشاهدة
(إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) الفاروق عمر رضي الله عنه
يمر العالم العربي بتجربة عميقة مع ثورة الربيع العربي كشفت عن مدى عمق الأزمة العقائدية والثقافية التي تعيشها المجتمعات العربية والقوى من الجماعات والتيارات التي تصدرت مشهد الربيع العربي السياسي والثوري والجهادي.
فالبرغم من بريق ثورة الربيع العربي وشعاراتها إلا أن تراكمات قرن من الاحتلال الصليبي والاستبداد الوظيفي منذ سقوط الخلافة ترسخ فيه قِيم وثقافة وفِكر عزلت الجماعات والقوى عن الأمة وشعوبها وهويتها وتاريخها، وجرب في العالم العربي كل أنواع الحكم والنظريات السياسية كالقومية والليبرالية والوطنية والشيوعية حتى وصلت اليوم إلى تبني العلمانية كمنهج للحكم والحياة.
ولا نعجب من تلبس النظام العربي لوجه سياسي وثقافي بما يناسب كل مرحلة وحالة!
بل العجب هو ما كشفته ثورة الربيع العربي من غياب الإسلام بخطابه العقائدي والسياسي عن القوى الثورية والجماعات الإسلامية وغابت معه روح الأمة الواحدة وكأنك أمام قوى وطنية وقومية بثقافتها الجاهلية.
وهذا ما عايشناه على الواقع مع رفض هذه القوى والجماعات لأي تعاون أو تنسيق فيما بينها متبنية منطق وطني لا يختلف عما يتبناه أي نظام عربي بقولهم (نحن لنا ظروفنا وخصوصيتنا) في حين أن العدو واحد يواجههم جميعاً في كل الساحات!
فالعصبية الوطنية وغياب روح الأمة الواحدة من أعمق أسباب تراجع ثورة الربيع العربي وأخطر ثغراتها والتي من خلالها عمقت قوى النظام الدولي والنظام العربي اختراقها لحصون الثورة وفتح الطريق للجماعات والنخب المتبنية للثقافة والفكر السياسي الغربي لتطرح المشروع الديموقراطي للثورة العربية في إطار وطني وظيفي كما يريد النظام الدولي لتترسخ التبعية والبعد عن الخطاب السياسي الإسلامي الجامع.
والأخطر أن هذه الروح الجاهلية امتدت لتعزز ما أقامته الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية من جدار قومي عازل بين تركيا والعالم العربي، فالجماعات والنخب بعصبياتها القومية والوطنية رفضت أن يكون لتركيا دور في محيطها العربي لولا أن الرأي العام في العالم العربي هو من فرض عليها القبول بتركيا كظهير للشعوب، فضلاً عن أن تركيا فرضت نفسها كدولة مسلمة مركزية تحمى مصالح الأمة وشعوبها لتعود لدورها التاريخي الذي لم تنسه الشعوب ونسيته الجماعات والنخب!
فالثورة وإن أسقطت أنظمة مستبدة إلا أنها لم تتحرر من الثقافة الجاهلية الذي غرسها الاستشراق الصليبي منذ الحملة الفرنسية على مصر ١٧٩٨م وإقتحام فرنسان نابليون للأزهر وإخضاع العالم العربي سياسيا وثقافيا للقيم الغربية باحتلال مباشر لم يمر على الأمة منذ ظهور الإسلام!
المصدر : موقع سيف الهاجري
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة