لا أسف.. النصر وعدُ الله
كتب بواسطة إيمان أحمد شراب
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1426 مشاهدة
دعونا نذكّر من نسي أن وعداً عام 1917 قد أُعطي ممّن لا يملك الأرض ليهودٍ ليس لهم أرض، فكان ذلك الضوء الأخضر لإعطاء أولئك المقطّعين في كل مكان وطننا فلسطين، وإقامة دولة أطلقوا عليها إسرائيل! أما الثمن فكان تشريد أصحاب الأرض الفلسطينيين وتهجيرهم وحرق قُراهم وتدمير مدنهم وقتْل أرواحهم .
ولم يتوقف إجرامهم منذ الاحتلال حتى يومنا هذا: القتل مستمر والسجن، والأحكام التي تنهي حياة الأسرى وهم أحياء، والتضييق على الناس في عيشهم كل يوم وكل ساعة، فذهابهم إلى أعمالهم ومدارسهم وزياراتهم يكون بعد الوقوف على حواجز وموانع وضعها المحتل، ومصادرة الأراضي والمنازل وهدمها كان وما زال، وبناء مستعمراتهم الصهيونية العنصرية على كل شبر من أرضنا لا يتوقف، و قطع الأشجار دون رحمة، وإقامة الأسوار الضخمة في عمق المناطق العربية لتقطّع أوصالهم وتفتتهم، ومنعهم من يريد الصلاة في المسجد الأقصى إلا بتحقيق شروط صعبة كالسنّ وجهة القدوم ووجود تصريح دخول للمسجد، أما حروبهم على غزة وحصارهم لها منذ خمسة عشر عاما لا يخفى على أحد..
إجرام لا تسعُه الصفحات، ميلاده البغيض كان عام 1948 وعمره منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، ثم يقولون إن إسرائيل حبيبة ولطيفة ولا تؤذي أحدا ليبرروا – ولن يفلحوا- تحالفهم أو تعاونهم أو تطبيعهم أو أي شيء، وكلها مصطلحات تعني موالاة العدو وخيانة الإخوة.
كدت أحزن وأتحسّر في بداية الأمر، لكن وبينما نحن ما زلنا في بداية الأمر، فكرت قليلاً ونظرت للمصيبة بشكل مختلف ولله الحمد:
أولا.. هذه الخيانة القديمة الجديدة التي يسمونها التطبيع يرى فيها كثير من العلماء علامة لقرب زوال دولة إسرائيل المحتلة، وسواء كان ذلك قريباً كما يعتقد كثيرون أو بعيداً، فالأكيد أنهم زائلون بوعد من الله وسيتعاون معنا حتى الحجر والشجر ليخبر عن مكانهم . ويوم القيامة سنجتمع كلنا للحساب، فماذا سيقول المطبعون والمؤيدون؟ ثم.. ماذا نرجو من مثل هؤلاء؟ أنرجو خيرا أونصرة؟ فليرتموا في أحضان أحبابهم من اليهود والحمد لله أنهم ظهروا.
ثانيا..مثل هذه المواقف تفضح الباطل وتظهر الحق، حتى نفهم جيداً ونأخذ الحذر ونعيد حساباتنا ونصحح أخطاءنا.
ثالثا.. ماذا قدمت الدول المطبّعة وحتى التي لم تطبّع لفلسطين، الوضع على ما هو عليه منذ احتلال فلسطين، فلا حزن ولا أسف.
رابعا.. هذا يوجب علينا إعادة النظر والتفكير، فلن يكون هناك نصر إلا بالرجوع إلى الله، نتعلم القرآن ونفهمه وندرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والفاتحين العظماء، فنفكر مثلهم ونحيا مثلهم ونخرج الدنيا من قلوبنا مثلهم ونعمل للإسلام مثلهم، ونهتم لأمر المسلمين وننصرهم في كل مكان على هذه الأرض كما فعلوا.
ومن جهة أخرى، تقع علينا مسؤوليات كبيرة تجاه فلسطين المسلوبة!.
على كل مسلم يغار على بلاد المسلمين وإخوته أن يعمل من أجل فلسطين بالطريقة والقدرة التي تناسبه: نكتب عنها ونذكّر، نعرّف بتاريخها الصحيح وجغرافيّتها، نروي قصص بطولات عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهما، من كان جده فلسطينيا ويحمل جنسية أخرى يقول إنه فلسطيني، ننشر الأزياء التقليدية والأكلات الفلسطينية، نعرّف بشخصيات فلسطين المهمة القائدة القديمة والحديثة.. ولست أقصد التعصب أو العنصرية وإنما هي أشياء علينا القيام بها حتى لا تنسى فلسطين وتظل حاضرة، ولنكن كذلك جاهزين بالمعلومات الصحيحة للدفاع عنها ضد من يفتري عليها.
قبل سنوات كنا نتحدث في المدارس عن فلسطين والمسجد الأقصى وقصة الاحتلال، أما الآن فلا ذكر لذلك إطلاقاً.. نحن لن ننتظر أن يتحدث عنها كتابٌ مدرسيٌّ أو حاكم أو تليفزيون، بل كل منا عليه مسؤولية وكل منا عليه أن يعمل حسب استطاعته لنكون ممن يهتم لأمر المسلمين. أما جرائم الاحتلال فليُعلن عنها بكل الوسائل المتاحة، لأنه إن نُسي إجرامهم ربما زاد عدد الذين يظنون أنهم احتلال لطيف وجميل ومهذب وأن أصحاب الأرض يفترون عليهم!!
لا حزن ولا أسف ولو طبّعت كل الدنيا، فالنصر وعد من الله، عندما نعود إلى الله.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة