فيحاء لبنان 'الباكية' تشكو الفقر والإهمال
كتب بواسطة وسيم سيف الدين
التاريخ:
فى : تحقيقات
2797 مشاهدة
- تستغيث أحياء مدينة طرابلس، والمُلقبة بـ"الفيحاء"، من الإهمال التنموي وارتفاع معدلات الفقر
- طرابلس العاصمة الثانية للبنان، باتت تصنف الأكثر فقرا على ساحل البحر المتوسط
- يبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة
على وقع أزمات اقتصادية وتوترات سياسية وجائحة كورونا، تستغيث أحياء مدينة طرابلس اللبنانية، والمُلقبة بـ"الفيحاء"، من الإهمال التنموي وارتفاع معدلات الفقر خلال العشرية الماضية.
ورغم رحابة سهولها التي تتفيأ بظلال سفوح جبال الأرز، لكن طرابلس العاصمة الثانية للبنان، باتت تصنف الأكثر فقرا على ساحل البحر المتوسط، وفق تقديرات البنك الدولي عام 2017.
ويبلغ عدد سكان طرابلس (مساحتها 15 كلم) نحو 500 ألف نسمة، يعيش معظمهم أوضاعا بالغة السوء بمعدل دخل يومي لا يتجاوز 2 دولار أمريكي للفرد.
ويشهد لبنان منذ أكتوبر/تشرين أول 2019، احتجاجات واسعة بسبب سوء الأوضاع المعيشية، وفاقم من تداعيات الأزمة انفجار ضخم هز مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، وخلف مئات القتلى والجرحى ودمر مساحات واسعة من العاصمة.
*تحت الصفر
وفي حديث للأناضول، قال مصطفى ياسين (77 عامًا) من منطقة باب التبانة (شمالي طرابلس)، "لدي 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وأعيش معهم برفقة زوجتي في غرفة واحدة من الصفيح (حديد رقيق) تحت الصفر بلا مأوى يليق بحياة آدمية أو مواد غذائية".
فيما أوضحت سارة دباغ (27 عامًا): "لدي 6 أطفال وزوجي مريض لا يمتلك عملا، ونعيش 8 أفراد في غرفة واحدة يخترق سقفها أمطار الشتاء لتزيد معاناتنا".
وأضافت الدباغ للأناضول: "عندما ينفذ الطعام يخرج أطفالي لجمع الحديد من الطرقات وبيعه لشراء قوت يومنا، الذي اعتدنا في بعض الأحيان أن يكون الخبز المبلل بالماء أو الشاي".
بدورها تشتكى ماجدة العبدالله (55 عامًا) حالها للأناضول، قائلة: "لدى 5 أطفال أكبرهم 15 عاما وزوجي مريض منذ عام، واضطر للعمل لدى بائع خضار مقابل 10 آلاف ليرة يوميا (حوالي 1.25 دولارا)".
وقالت ماجدة: "أعيش على إحسان القادرين لتربية أبنائي، ولدى طفلة عمرها 3 سنوات مصابة بالربو (ضيق التنفس)، وتحتاج علاجا مستمرا نعجز عن توفيره".
بينما قال محمد (75 عامًا): "الأوضاع الاقتصادية ارهقتنا كثيرًا. باتت منازلنا تخلو من المال والطعام، والدولة لا تكترث لحالنا ونعيش على التبرعات الموسمية للجمعيات الخيرية".
*عشرية قاتمة
من جانبه أكد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، للأناضول أن "طرابلس تحولت خلال العشرية الماضية إلى أفقر مدن البحر المتوسط، بسبب عدم الاهتمام بالمشروعات التنموية أو السياحية الجاذبة للعملة الأجنبية".
وتابع يمق: "تقصير المسؤولين وحالة التخبط الحكومي أغرقت طرابلس في الفقر، لا سيما بعد إغلاق نحو 60 بالمئة من المؤسسات الاقتصادية، على وقع أزمة تفشي فيروس كورونا".
وأشاد رئيس بلدية طرابلس بحرص تركيا على تقديم المساعدات للمحتاجين في المدينة من خلال وكالة التنسيق والتعاون "تيكا".
بدوره قال عضو البلدية خالد تدمري، إن الأوضاع التي تشهدها حاليا طرابلس لم تبلغها أثناء الحرب الأهلية (1975-1990)، إذ تجاوز معدل الفقر 70 بالمئة، ومعدل البطالة 60 بالمئة، فيما تجاوز التسرب من التعليم 80 بالمئة من إجمالي سكانها.
وأوضح تدمري أن كل أشكال الإهمال والحصار باتت تتكالب على طرابلس لتحولها إلى مدينة الفقر والجوع.
وقبل نحو شهر، شهدت مدينة طرابلس اللبنانية، احتجاجات شعبية حاشدة للتنديد بإجراءات الإغلاق الشامل للحد من تفشي كورونا، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة المئات جراء مواجهات مع قوات الأمن.
ومنذ 25 يناير/كانون ثان الماضي، فرضت السلطات اللبنانية، حالة طوارئ صحية تشمل حظرا جزئيا للتجوال وإغلاق المحال التجارية، جراء تصاعد لافت لأعداد إصابات فيروس كورونا.
المصدر : وكالة الأناضول
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!