واجب الوقت الفلسطيني في إعادة توجيه البوصلة !
كتب بواسطة د. أسامة الأشقر
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
808 مشاهدة
من المحزن أن يكون الواقع الفلسطيني بهذه الصورة السالبة المتكررة على مدى عقود رغم عدالة القضية وقوة الشعب الفلسطيني وشدة إرادته وذكائه وتنوّع مدارسه وكثرة مؤسساته:
1. يمكننا أن نتحدث كثيراً في أسباب ما نحن فيه، ونلقي التهم في كل اتجاه.
2. ويمكننا أيضاً أن نقوم بتشخيصات كثيرة لهذا الواقع تنطلق من زوايا عديدة، كلها تحظى بالأهمية والحضور، لكنها ليست التشخيص الحقيقي بالضرورة.
3. ولأننا لم نصل للتشخيص الحقيقي فإن كل الأدوية الموصوفة للعلاج تبدو قاصرة عديمة الفعالية قصيرة الأجل وسط كل هذه الأحلاف والمحاور والتجاذبات.
4. ولأننا مستنزَفون في التكتيكات والمعالجات والساحات والمساومات القلقة والرهانات في حلقات مفرغة استنفدت أغراضها فقد اختفت وراء هذا الركام المخارجُ المتاحة الممكنة في المدى المتوسط أو المدى البعيد ...
5. ولأن الاستنزاف قد بلغ منتهاه فقد تراجع الفكرُ الاستراتيجي الواقعيّ، وتماوتت حيوية القيم الجامعة والمنطلقات المرجعيّة الأولى، وأصبح هناك بونٌ شاسع بين التنظير الاستراتيجي والتطبيق الميداني، وبونٌ أكبر بين الفكر السياسي والممارسة السياسية أدى إلى تقويض المشروع السياسي التحرري واختلاف اتجاهاته.
6. ولم تستطع كل هذه التجارب الناضجة والمنقوصة والمختلة أن تقدّم لنا مفكرين استراتجيين أو منظّرين بعيدي الأفق أو فلاسفة قادرين على ربط الأجزاء ببعضها وتركيب مساراتها المتناقضة المتشعبة ليس بسبب عدم وجودهم وإنما بسبب تفكيك العلاقة بين الفكر والممارسة قهراً ومسلكاً.
7. ولأنه ليس من المنتظر أن تلتفت المنظومات السياسية الفلسطينية إلى خطورة ما نتحدث عنه بسبب استنزافها واختلاط أولوياتها واستهلاك اهتماماتها في تفريعات لا تنتهي فإن الواجب يقتضي أن نبحث عن إطار مفتوح مرن يتيح لنا التفكير الجريء في واقعنا تشخيصاً وتوصيفاً وفهماً واقتراحاً للمخارج وتثبيتاً للقيم الجامعة وتحديداً لملامح المشروع الفلسطيني الذي يجمعنا فوق كل استدارة حزبية وسياسات عجزت عن الانتقال بنا إلى مرحلة أفضل...
هذه كلمة أولى ونحتاج إلى كلمات عديدة لتكون كلمة واحدة تظلل رؤية البداية التي تلتقي في ساحة التفكير والتنظير ومدارسة التجريب وصولا إلى نقطة عبور إلى مسار يقدّم أطروحات واقعية قابلة للتطبيق مسنودة بأفق مريح يتّسم بالثبات المرن يمكن التموضع عليه...
إنها دعوة لإحياء الفكر المتجرد لإعادة قضية فلسطين إلى مساراتها بعيداً عن أي تأطير وقولبة جاهزة ... وهو ما سأبدأ به من مربع تخصصاتي المعرفية والتجارب التي اطلعت عليها... إذ لم يعُد ثمة وقتٌ نستنزفه أكثر، وبانتظار مبادرات تجمعنا لنفكّر معاً على صعيد واحد !
المصدر : صفحة د. أسامة الأشقر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة