الخشب المسنّدة!!
بقلم: أبي سيّاف
لقد اشتدّ الظلام على المسلمين حتى فقد كثير منهم الأمل فصاروا يرددون شعارات أعداء الأمة ويرفعون راياتهم التي تنادي بالعداء لشرع الله تعالى.
ومن بين هذه الظلمات يخرج أمل جديد يذكّر بأيام نسيها أو يتناساها كثير من الناس، أيام عز وجهاد وبطولة وفداء لهذا الدين الحنيف، يذكِر بأمجاد السابقين الذين سطروا التاريخ بدمائهم. فالذي يراقب الأحداث يجد أن الأمة الإسلامية- أعزها الله- يرتسم اليوم في أفقها بداية فجر جديد تسطّره الدماء- لا الكلام الفارغ والتُرَهات- فينكشف زيف أولئك النفر من بعض أصحاب العمائم الذين يتشدقون بالآيات الكريمات والأحاديث الطاهرة وسنن النبي صلى الله عليه وسلم، ثمّ يغضُون الطَرف عن آيات وأحاديث الجهاد والحكم بما أنزل الله!! صحيح أن السواك والأكل باليمنى وصلاة الضحى من سنن النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن أليس الجهاد والدعوة ومقارعة الظالمين وإعلاء كلمة الله من سننه أيضاً؟! ألم يأمر الله تبارك وتعالى بالجهاد كما أمر بالصيام
فقال:﴿كتب عليكم القتال﴾ كما قال:﴿كتب عليكم الصيام﴾، فكيف يعترفون بالصيام دون الجهاد إلا من رحم ربي؟! أما لماذا هذا الإرجاف والتثبيط، فيقول أحد العلماء المجاهدين رحمه الله:"لأن هؤلاء لو تكلموا عن الجهاد وحضّوا عليه لوجب عليهم الخروج أولاً حتى لا ينطبق عليهم قوله تعالى:كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ وقوله تعالى:﴿أتأمرون الناس بالبرِ وتنسون أنفسكم﴾". فصدق والله. يخافون أن تصيبهم الدوائر. ألا فليعلموا ن أخطر المصائب على الإنسان لا تكمن في مقتل ابنه أو أبيه أو أخيه أو تدمير منزله أو سلب وطنه، بل تكمن في خسرانه مبادئه وعقيدته، وهذا ما ابتلوا به فصاروا يلبسون الحق بالباطل فيفتي أحدهم بإدخال الكفّار إلى أراضي المسلمين بحجة الشرعة الدولية لحماية المسلمين من المسلمين (!) ويفتي آخر بحرمة الخروج على الممتنع عن تطبيق الشريعة المحارب لدين الله لأنه وليّ أمر (!!) ويسمّي الصراع بين الحق والباطل حرباً أهلية، ويفتي ثالث بجواز الصلح مع أحطِ خلق الله في الأرض المعتدين على شعب مسلم بأكمله والمحتلِين لأرضه، والقصة تطول...
فلا ينطبق على أمثال هؤلاء من أصحاب العمائم إلا قوله تعالى:﴿وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشبٌ مسنّدة، يحسبون كلَ صيحةً عليهم، هم العدوُ فاحذرهم، قاتلهم الله أنّى يؤفكون﴾، فتلك الخشب المسنّدة ذوات أشكال حسنة وفصاحة بالغة وألسنة حادّة، والسامع يصغي لهم ويعجب بقولهم لبلاغتهم وهم مع ذلك غايةٌ في الضعف الإيماني والخور والهلع والجزع ولهذا قال تعالى فيهم:﴿يحسبون كلّ صيحة عليهم﴾ كقوله تعالى في سورة المائدة:﴿فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة﴾.
فيجب الحذر من هؤلاء وعدم الاغترار بزيفهم وتوعية المسلمين من تحريفهم من أجل أن يبقى الصف طاهراً من كل الشوائب التي من شأنها أن تؤخّر النصر وتربك الجند وتوجب الهزيمة، لأن الهزيمة ليست من صفات المسلم ولذلك قال تعالى في سورة التوبة:﴿.. إحدى الحسنيين..﴾ وما أروع ما في سورة الصف:
﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلُكم على تجارة تنجيكم من عذابأليم؟:* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون* يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبةً في جنات عدن ذلك الفوز العظيم* وأخرى تحبّونها نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ وبشِر المؤمنين﴾، فهي إما جنة عرضها السموات والأرض وإما فتح من عند الله.
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة، إنا مجموعون ليوم تشخص فيه الأبصار، فلا تكونوا خشباً مسنّدةً بل كونوا جنداً لله وقدموا كما قدّم الذين سبقوا أموالهم وأنفسهم وافتدوها لهذا الدين ولا تسمعوا للمرجفين المثبِطين واثبتوا على الحق كما ثبت الذين من قبلكم ففتح الله لهم الأرض وكانوا منارات تهدي إلى الحق:
أتسبى المسلمات في كل ثغر وعيش المسلمين إذاً يطيب
أما لله والإسلام حقٌ يدافع عنه شبّان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكموا أجيبوا
مفكرة الداعيات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن