كيد أعداء الإسلام لمنع رفع الآذان
كتب بواسطة الشيخ عبد الله العمر
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
910 مشاهدة
الاذان هو شعيرة من شعائر الإسلام وهو إعلام بدخول وقت الصلاة ، فهو إذن من الموجبات الشرعية. وما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب.
وقد ميّز الله تعالى هذه الأمّة بالاذان كما ميّزها في كثير من الخصال. فلا يُقلد المسلمون أيّا من غيرهم من أصحاب الأديان الأخرى في ذلك.
ولما انشغل بال المسلمين عند دخول وقت الصلاة حول الكيفية الواجب استعمالها لجمع الناس على الفرائض الخمسة الواجبة عليهم قدّر الله أن يرى إثنين من الصحابة رؤيا مماثلة لرجل يحمل بيده فانوس ولما سألوه رأن يُعطيهم إياه وذلك بقصد استعماله لإشعار الناس بدخول وقت الصلاة قال لهم: هل أدلّكم على خير من ذلك؟! وتلا عليهم صيغة الاذان المعروفة فحفظوها وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ؛ فقال: ( إنها رؤيا حق) وأمر بتعليم بلال الاذان لنداوة صوته. وهكذا ومن ابتداء اذان بلال الأول، أصبح الاذان يُصدح به في أصقاع الأرض وأمصارها بلا حدود زماني ولا مكاني، وكلما نادى المؤذن بنداء الصلاة عالياً كلما أحسّ المسلمون في بقاع الأرض المختلفة، بعزّة هذا الدين حيث أنّ للاذان كلامه الجامع للتكبير وهو نداء الجهاد والصلاة باب من أبواب الجهاد الأكبر ، وفيه كلمة التوحيد ، ويرتفع هذا الإقرار بالشهادتين في أرض قد لا يرفع التوحيد لها مكاناً..
فهي إذا تذكير بوحدانية الخالق وتوحيده وأشرقت الشمس وما غابت في بلاد يصل إليها هذا النداء الخالد وهي لا يعرف أهلها إلا الشرك والوثنية وذلك الأمر ينطبق على بلاد غير إسلامية يسمع سكّانها الاذان فيرجفون منه ويأنفون أو يصمّون أذانهم ويغلقون، وقد يشاركهم من بلاد المسلمين من يساندهم ويؤازرهم ويسعى لمنع الآذان وإغلاق صوت المؤذن إن استطاع إلى ذلك سبيلا من ضعاف الإيمان ومن الذين أملى وسوّل لهم الشيطان.
ومن الذين جاؤوا في بداية القرن الماضي وإبّان سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية المدعو أتاتورك المسمّى ( أبو تركيا الحديثة ) وهو من يهود الدونمة ومن العلمانيين حتى النخاع .. وقد نُقل عنه قوله مرة وهو يسمع اذان يُرفع ( ما هذا النهيق) قبحه الله وطلب هذا الحاقد الموتور بمنع رفع الاذان باللغة العربية.
وأما في أحد البلدان العربية بلد الأزهر تحديداً فقد ظهرت واحدة ممن يسمّون (الوسط الفني) لتقول أمام الأعلام والعالم بكل قحة ودعة عن أحد أصوات المؤذنين وهو يؤذّن (بالجعير) وبرّرت كلامها المذموم بأن هذا الصوت مزعج ويمنع الأطفال من النوم ويُرعبهم.
ومع هذا ينبغي ضبط الاذان ومراعاة بعض الخصوصيات في إطلاق الأصوات بالاذان في وقت العشاء والفجر ، مع كون المؤذن ذو صوت شجي وندي حتى لا تنفر من سماعه الآذان وليس ذلك أمر ينهي عنه الإسلام بل يُرغّب فيه ويحضّ عليه، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اختار بلال للأذان لنداوة صوته من بين أصحابه.
نقول مع أن ذلك من الواجبات المرعية فليس مبرر لمن قالت ما قالت بهذا الوصف القبيح البعيد عن أخلاق النصيحة.
إنّ أعداء الإسلام وما أكثرهم من الداخل والخارج يكرهون كل ما له صلة بالدين ومنه شعيرة الأذان وغالباً ما تكون حججهم واهية لا يُعتدّ بها ولا ينبغي الالتفات إليها؛ فإنّ أفراح وأعراس الجاهلية المنتشرة في بلاد المسلمين وما يصدر فيها من أصوات عالية تزكم الأنوف برائحتها المقززة للنفوس، وتُلهب الأيدي بتصفيق الكفوف ، وضرب الأقدام بالتمايل والرقص بلا توقف حتى الفجر ؛ فهد هذه الأباطيل التي تُقام ليلاً وتمنع عن الناس الراحة ليست نهيقاً ولا جعيراً بينما نداء السماء هو كذلك عند من ملأ الحقد قلوبهم وأشعل الغيظ أفئدتهم بكل ما يُمثّل الإسلام ويُذكّر به؟!!!
إن نداء الآذان لا يستغرق غالباً إلا بضع دقائق من الوقت مهما بلغ مدى صوت المؤذّن ، فلماذا هذا التهويل والعويل والتعرّض للآذان بكل هذا القيل والقال؟!
إنه الصراع الدائم بين الحقّ والباطل إلى يوم القيامة ، وصدق الله تعالى
« فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال». (الرعد:17).
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن