داعية ومربية وعضو رابط الأدب الإسلامي العالمية. عمان - الأردن
آفاق قرآنية تربوية '٢'.
ورد في الآية الثالثة من سورة يوسف، وصفه تعالى للقصص القرآني أنَّه "أحسن القصص"، وعن ذلك قال المفسر "ابن عاشور" - رحمه الله - في تفسيره التحرير والتنوير: إنّ أحسن القصص؛ أحسن نفعاً للسامعين في أبدع الألفاظ والتراكيب، فيحصل منه غذاء العقل والروح، وابتهاج النفس والذوق، ممَّا لا تأتي بمثله عقول البشر.
وقال الدكتور الفاضل "أحمد نوفل" في تفسيره للسورة الكريمة: إنّ "أحسن القصص" أصدقه حديثاً، وأشرفه غاية، وأكرمه مقصداً، وأقومه طريقاً.
وعليه فإن القصص الذي يليق بالمسلم النقي؛ هو القصص الهادف الباني، وذلك لما للقصة من أثر تغييري، وأفكار تتوارى خلف الشخصيّات والأحداث. فللقصة سلطة على القلوب، كما للسلطان سلطة على الشعوب، والقصص فن يجيد التسلل البطيء، ورسم أساليب التعقيد وسبل الخلاص.. فلكل عقدة حل، وهنا تختبىء الجاذبية الآسرة. فقد يقترب الحل من الانحلال..
ويظهر ذلك جليّاً في القصص التمثيلي، الذي تكثّف فيه مشاهد الإغواء والإغراء.. ولربما أعدّت للأيام الفضيلة المباركة التي يشتدّ شوق المسلم لها، لما فيها من شفافية ورقة وسمو، هذه المسلسلات التي تتلاعب بالمشاعر محاولة سحبها من علو سامق إلى هبوط ماحق.. فلا نامت لنا أعين، إن تركنا بيوتنا نهماً لتيارات الإفساد، ولوللحظة من نهار.. ونحن الذين نحلق عالياً في آفاق "آحسن القصص"..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة