رئيس جامعة طرابلس - لبنان
نداؤنا الصريح إلى الشيعة في العالم على مشارف عاشوراء
تعالَوْا نلتقي على ربّ الحسين وجدّ الحسين ووالديِ الحسين، فَلَسْتُم مَن قاتلَ مع الحسين، ولسنا مَن قتل الحسين، ولنطفئ معًا التعبئة المذهبية السنوية إرضاءً لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
لن نخوض في بحار وقائع التاريخ وأوحالها، ولعلَّ مما يكفي المرء في زماننا خمسة أمور:
١- أن الحسين رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة ، وقبله أخوه، الحسن رضي الله عنه الذي يتم إغفال جهوده الاستثنائية في توحيد صفوف المسلمين ونحر الفتنة، وهو القائل لمن عيَّرَهُ بالعار حين أبرم صلحه: العارُ خيرٌ من النار.
٢- أن الحسين رضي الله عنه جزء لا يتجزّأ من أمة الإسلام من أهل السنة والجماعة، وقد رفض - كما عدد من كبار الصحابة رضي الله عنهم ومنهم العبادلة الثلاثة - البيعة قهرا ليزيد بن معاوية ، علما أن الحسين كان مجاهدا في جيش يزيد لفتح القسطنطينية أيام أبيه الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وغفر له.
٣- أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحبابًا ونصحةً للحسين رضي الله عنه وخاصة وقت استدراجه إلى الكوفة لما عرفوا من فتنها التي فتكت بالإمام علي رضي الله عنه وأرضاه ثم بنجله الحسن رضي الله عنه وأرضاه ، وإن الذي خذل الحسين هم من بايعوه وشايعوه هناك بالألوف ثم أسلموه غدرا لسيوف الظالمين ثم بكوا على استشهاده !! وأسموا أنفسهم بالتوابين بعدما ندموا على خذلانهم له ، ثم شايعوه فصاروا شيعته!!.
٤- أ أمَّة الإسلام من أهل السنة والجماعة يعتبرون قتل الحسين رضي الله عنه جريمةً كبرى ارتكبها ثلة من المنافقين بقيادة عبيد الله بن زياد ، وأن كل من ثبت تورطه بهذه الجريمة الكبرى عمدًا عدوانًا قد باء بغضب من الله تعالى في الدنيا والآخرة، فاعلا كان أم محرضا أم شريكا أم متدخلا، كما أن المسلمين من أهل السنة والجماعة يرفضون رفضًا قاطعًا وحاسمًا وسْمهم ووصفهم بقَتَلَةِ الحسين ومنحهم وكالةً حصريةً كاذبةً عن قاتليه ، مقابل احتكار من يزعم حب الحسين بطريقة خاطئة وكالة حصرية مزعومة عنه وعن آل بيته الأطهار!! فهذا عين التدليس والظلم والجور البيِّن.
٥-أن إعلان الحزن والتفجع والعزاء وتلاوة روايات مليئة بالأباطيل والشحن المذهبي الفاضح في كثير من المنابر العاشورائية واستدعاء صفحات الفتنة بمناسبة استشهاد الحسين رضي الله عنه، مقابل تجاهل كل ما يتعلق بأبيه الشهيد وأخيه الشهيد، و بأميرَي المؤمنين الشهيدين عمر وعثمان رضي الله عنهما وأرضاهما المبشرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، واللَّذَيْن بايعهما علي رضي الله عنه، وعدم تجريم قتلهما بل الترضي على مرتكبي الجريمة، كل ذلك لا يمثل منهج أهل البيت رضي الله عنهم ولا منهج خاتم النبيين سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه إهدار لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة، كما أنه لا يصب مطلقا فيما يخدم الإسلام والمسلمين، بل يعمق التشرذم على أسس من الكراهية وتضليل الرأي العام وإثارة النعرات والعصبيات المقيتة، وهو ما يرفضه معنا كذلك ثلة كريمة من عقلاء الشيعة وعلمائهم وحكمائهم إحقاقا للحق وإطفاء للفتنة.
فلنعد جميعا إلى أنوار القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة العطرة والحب الخالص الصافي لمن رضي الله عنهم وأرضاهم ولنتخلّق جميعا بأخلاق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،ولتسلمِ الألسنة والأيدي مما يبغضه اللهُ ورسوله، ولنحقن الدماء ولنصن الأعراض والأموال وبخاصة في شهر محرم الحرام ، إن كنّا حقّا مؤمنين وإن كنّا حقا نحب الحسين ونطمع أن نكون معه في رياض الجنة.
{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون}
والحمد لله رب العالمين
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة