رمضان .. السباق الأكبر
مسابقات تجري على الفضائيات بمناسبة شهر رمضان تعِدُنا بجوائز تزول، أما الله عزّ وجل فيدعونا إلى سباق ضخم يعِدُنا فيه بجنة لا تزول؛ ألم يقل الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ﴾ [الحديد: 21]؟!.
إذن الفرصة أمامنا....
ولتحفيز الهمم إلى السباق الأكبر في ميدان الطاعات والأعمال الصالحة نضع بين أيديكم هذا الملف الذي يحتوي على العناوين الآتية:
• المجاهرون بالفطر... ذلك اللحن النشاز.
• في رمضان يحلو العمل الصالح.
• ماذا سيقول الناس عنا؟
الجهر بالإفطار ..ذلك اللَّحن النشاز:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].. وامتثالاً لقول الله تعالى عُرف عن المسلمين منذ فجر الإسلام تعظيمهم وتوقيرهم لشعائر الله ومنها شعيرة الصيام في شهر رمضان...
ومن مظاهر هذا التوقير أن حرمة نهار رمضان والمحافظة على مشاعر الصائمين كانت تُراعى من قبل أصحاب الديانات الأخرى؛ فكانوا لا يأكلون ولا يشربون أمامهم في نهار رمضان. ويروي بعض المؤرخين أن أحد المجوس رأى ابنه يأكل في رمضان فضربه وقال له: هلّا حَفِظت حرمة المسلمين في رمضان؟! وبعض هؤلاء كان يصوم رمضان بالفعل مجاملة للمسلمين كالأديب أبي إسحاق الصابي.
وبقي المسلمون على هذا حتى نبتت فيهم نابتة سوء، عندما لجأ البعض من شياطين الإنس إلى ارتكاب جريمة من الجرائم التي تحدّث عنها فقهاء الشريعة، وهي «انتهاك حرمة نهار رمضان» من خلال الإفطار علناً باسم الحرية.. فأصبحوا «شواذ رمضان».
«منبر الداعيات» جمعت بعض الآراء والحالات في هذا التحقيق ننقلها لكم، فإلى ما جاء في التفاصيل..
• اللافت للنظر حينما تذهب إلى الأسواق الشعبية في شهر رمضان المبارك أنك لا تشعر حقاً أنك في شهر الصوم؛ فعدد غير قليل من باعة الخضار والحلويات وغيرها مفطرون يأكلون يشربون ويدخنون، وحين سألنا أبا عصام (الذي يعمل في محل للحلويات) عن السبب تحجّج بالتعب والإرهاق.
• ظاهرة جديدة بدأت بالتفشي وهي إظهار النساء لفِطرهن في الشوارع! فسألنا إحداهن فتعلّلت بالعذر الشرعي، أما أخرى فتحجّجت بالصُّداع والشعور بالدُّوار كلما صامت!
• سألنا أحد الشباب عن السبب الذي يدفعه للفطر في شهر رمضان المبارك، فألقى باللائمة على أصدقائه: هم من يشجعونني! فأغلبهم - إن لم يكن جميعهم - لا يصومون لأسباب مختلفة: منهم من لا يقدر على تحمل الجوع والعطش بسبب الحر الشديد والنهار الطويل، ومنهم متهاون بهذه العبادة كتهاونه بغيرها مثل الصلاة، مع إقرارهم بوجوبها، ومنهم من يستهزئ بها، وهناك مَنْ يودّ الاستمتاع في فصل الصيف بممارسة رياضة السباحة.
• سهام تحدثت عن مشاهد مخزية بدأت بالانتشار منذ بضع سنوات في كافتيريا جامعتها وفي المقاهي المحيطة بها، وهي رؤية كثير من الفتيات - ومنهن محجبات - يأكلن ويدخنّ النارجيلة في شهر رمضان المبارك.
• أما فاطمة فتحدثت بحُرقة عن حال الجيل الناشئ من صِبية وبنات تجاوزت أعمارهم 13 عاماً وهم لا يصومون، وعندما تسأل أهليهم عن السبب تجده تافهاً؛ إذ يمنعون أبناءهم وبناتهم من الصوم رحمة بهم!! لا سيما أن شهر رمضان يأتي في فصل الصيف. والمشكلة الأكبر عندما يكبر هؤلاء وهم غير معتادين على الصوم...
وحول هذا الموضوع التقت منبر الداعيات الداعية والمستشار التربوي نبيل جلهوم من مصر، وكان معه الحوار الآتي:
«منبر الداعيات»: ما هي الأسباب التي تدفع البعض للفطر في شهر رمضان المبارك بغير عذر؟
• ضعف الوازع الديني - عدم اهتمام الوالدين بمهمة تربية الأبناء على معاني الإسلام والفضيلة - غياب الموت والحساب عن تفكير المفطر عمداً - عدم تدريب الأبناء من الصِّغَرِ على الصيام وتحفيزهم - رفقاء السوء، الذين يزيِّنون السوء خيراً والخير سوءاً.
«منبر الداعيات»: ما الحكم الشرعي فيمن يجاهر بالفطر بغير عذر في شهر رمضان؟
• المجاهرة بالفطر في نهار رمضان معصية كبيرة تضاف إلى معصية الإفطار بدون عذر؛ فالذي يُفطر عمداً ننصحه بالقول: إذا بُليتم فاستتروا ولا تتجرؤوا على الله، فمن تجرأ على الله؛ يكون قد أدخل نفسه في حرب معه سبحانه.
«منبر الداعيات»: ما هو الدور المأمول من: الأهل - الدعاة - وسائل الإعلام؟
الأهل:
• القدوة الحسنة من الوالدين بأن يكونا أول الصائمين داخل الأسرة - بث روح وجمال الإسلام - احتضان الأبناء منذ الصغر ورعايتهم؛ فيشجعونهم على الصيام شيئاً فشيئاً ويرصدون لهم الجوائز والمكافآت التشجيعية.
الدعاة:
الوعظ الحسَن من خلال البرامج التلفزيونية والمحاضرات وخطب الجمعة وتوزيع المطويات التي تُحبب الناس في الصيام، وأن الإفطار بدون عذر من الذنوب الكبيرة عند الله، والتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية للقيام بحملات بهذا الخصوص.
وسائل الإعلام:
دورها في الأهمية لا يقلّ درجة عن دور وأهمية الدعاة من خلال تقديم المنوّعات الرمضانية المباركة التي تحث الناس على الصيام، وتوضح لهم أن أمتنا لا يمكن أن تنهض وتقود الأمم إلا إذا احترمت مظاهر الإسلام في الأرض ومنها الصيام والصلاة وغيرها.
«منبر الداعيات»: نصيحة توجَهّها لكل مَن تسوِّل له نفسه الفِطر هذا العام.
• اتق الله حيثما كنت وأَتبع السيئة الحسنة تمحُها.
• تفقّه في أمر دينك، واعلم أنه مَن لم يحترم مظاهر الإسلام فهو عاصٍ قد تجرأ على ربه.
• تفكّر وتدبّر جيداً وتخيّل أن مَنِيّتك قد جاءتك ومَلَك الموت قد أتاك وأنت على هذه المعصية: فماذا ستقول لربك؟
• تُب إلى الله واستغفره وارجع إليه.. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له.
• تذكّر أنك في نعمة عظيمة أنْ خلقك الله من أبويْن مسلميْن دون جهد منك..
• فلا تحرم نفسك من طاعة ربك واعقد النية على عدم الإفطار بدون عذر وعلى عدم المجاهرة بذلك.
• أخيراً: اعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن