فطنة المؤمن
طوفانٌ حلَّ فطفى الفارغ الهش، وثبت وبزغ الصلب المتين، طوفانٌ ينفض عن أنفسنا قشورَ الدنيا وزخرفَ متاعها، طوفانٌ يصفعنا ألف ألف صفعة لعلنا نستعيد وعيَنا، كلنا رجالاً ونساء، أطفالاً وكهولًا، إلا أننا (بنات حواء)
مصدرٌ
ومنبعٌ
ومصنع
(في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله)
وفي الأسرة أنثى إذا صلحت صلح المجتمع كله.
ونحن على أعتاب مواسم الخير والطاعة، هذه المرة ليست كأي مرة هذا الإطلال يأتي ونحن بين انتصارٍ وخذلان،
بين موجبات العيش... وترفه،
بين جهاد النفس... وانكسارها،
نتأرجح بينها... تارةً نَغلب وأخرى نُغلب،
وما يبقى لنا إلا صدق الإيمان ليعود فيشحذ الهمم لنهذب هوى أنفسنا، ونردد
أو كلما اشتهيت اشتريت!
أو كلما اشتهيت أكلت!
أو كلما اشتهيت تحدثت!
إلى آخره من مواطن الغربلة.
هي سنة الله في خلقه تمحيصٌ واصطفاء...
فيا لذةَ اللقاء الرمضاني أقبلي، هدهدي أنفسنا، ولملمي شَعث أرواحنا، ونقّي أفئدتنا وأوثقي نياط قلوبنا
بـ عجلت إليك ربي لترضى
عجلتُ إليك قلباً وقالباً
عجلت إليك روحاً وجسداً
عجلت إليك أنا ونحنُ
عجلت إليك حرةً أسيرة حدودك
عجلت إليك سمعاً وطاعة...
فهيّئ لنا من لطائف رحمتك ما يعين ويصلح، ويهذب ويزكي كدر عامٍ منصرم، مثقلٌ بأدرانٍ تنتظر سعة المعيّة، لعلنا نُشمل فنلوذ ونعتق...
وكأنك يا رمضان ينبوع ينبجس كل عام، فبين موقنٍ رشف أو غرف أو احتسى، شتان شتان... من هنا نتربص مسافة المدد لمواصلة المسير للعام المقبل حتى نلقى ينبوعنا ومبعث ارتوائنا ... فاللهم بلغنا رمضان لامفقودين ولا فاقدين، وأعن وأنعم وتقبل يا الله...
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة