جدي "علي الطنطاوي" يكتب للمصريين:
يا أهل مصر: اثبتوا على جهادكم فإنّا جميعاً معكم؛ قضيّتكم قضيتنا وعدوكم عدونا، ما ضرّنا أن تُفرّق بيننا الحدودُ على الأرض والألوان على المصوَّر ما دام يجمعنا القرآن وتوحّد بيننا اللغة، وتربطنا الآلام والآمال وذكريات الماضي وأمانيّ المستقبل، فنحن الإخوة تعدّدت بيننا المنازل، ولكن الدم يلمّ الإخوة جميعاً، ويلمّهم الحب والمنشأ والمصير، ومصر أختنا الكبرى، فلئن خذلنا مصر إنّا لشرّ إخوة في الدنيا.
أننام على فُرُش الأمن وإخواننا في مصر يخوضون اللهب ويقحمون الحديد؟ فأين إذن حقوق الأخوّة وأين واجبات الوفاء؟ لا والله، ولكن نألم إن ألِمُوا ونجزع إن جزعوا... فالشعب هنا كله معكم، كلهم مع الحق الذي هو معكم، وعلى الباطل الذي هو مع عدوكم، وسيكون الظفر لكم إن شاء الله.
إن هذه المصائب امتحان للشعوب، لصبرها ولرجولتها، وإن هذا الشعب العربي قد جاز آلاف المحن وخرج منها فائزاً مُجلّياً. فلا تخافوا سلاحهم، فإن أجدادنا ما حاربوا الأبيض والأسود ولا فتحوا الشرق والغرب ولا ملكوا ثلثَي العالم المتمدن في ثلث قرن لأن سلاحهم أمضى أو لأن عددهم أكثر، ما انتصروا إلا بالإيمان. فإذا كنتم مؤمنين بأنكم تدافعون عن حقكم فلن يغلبكم أحد بإذن الله
(مقتطفات من كتابه "هتاف المجد" وعنوان المقالة "إلى الشعب المصري (1952)" وجدتها تناسب المرحلة العامة وتناسب الحرب الشرسة على الإسلام وعلى الحق المبين. فنشرتها "عابدة المؤيد العظم")
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة