صونوا شقيقة الرجال
أدركوها قبل أن تنتحر وينتحر العفاف.
يا من ضيَعت أمانة الله عندك في رعاية أولادك، أين كنت يوم بدأت ابنتك خطوتها الأولى في طريق الانحراف؟ أغرَك ما يدَعيه دعاة الغرب وأذيالهم من الحرية والتحرُر؟ أم أنَك لا تستطيع من شدة ضعفك أن تقول في مملكتك الصغيرة للخاطئ "أخطأت؟" أم أنَ الغيرة قد انطفأت وتلاشت عندك؟ فأصبحت لا تبالي، فإن كنت كذلك! اشرب كأس العار، كأساً سكبتها الدعايات البرَاقة والوعود الزائفة.
فأين هم الآن الذين قتلوا الغيرة فيك بدعوى التحرُر؟ أين الذين تشدَقوا بالعروبة؟ هل أجدى لك نهيقهم شيئاً؟
أتراهم يعيدون لك الحياء الذي مزِق، والشرف الذي لطِخ؟
لا تلم إلاّ نفسك: "كفى لوماً أبي أنت الملام كفى، كفى لم يعد يجدي الكلام
بأيِ مواجعي آلامي أشكو أبي من أين يسعفني الكلام؟"
فليحذر الآباء الذين يبعدون فكرة الخطأ عن أولادهم، وكأنَهم ملائكة نزلوا من السماء، فلا يتوقّع منهم ذنبٌ ولا خطيئة، كلاّ، لا هذا ولا ذاك، فكلُ ابن آدم خطَا وكلّنا ذو خطأ.
فيا أيها الأب: راجع نفسك قبل فوات الأوان، قبل أن ينكسر المركب وتغرق السفينة، فإنَك في بحرلجيٍ، واعلم أنَ مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
فأمسك زمام الأمور بحزم وحكمة، وأنصت إلى ابنتك العذراء التي من الممكن أن تغرس سهام العار في عفافها.
وأنت أيتها الأم: كفى بك غروراً وجهالةً، فإلى متى تعرضين ابنتك دمية في الحفلات، تريدين أن يشار إليها بالبنان والجمال، (إنَها، وإنَها...) فكم من أم تأمر ابنتها بالتبرُج والسفور، خاصةً في الأفراح والمناسبات التي يذبل فيها الحياء عند من لا حياءً لهم، حتى يتحدث النّاس عن جمالها، ويضرب المثل بدلالها.
وإذا بدا لك من ابنتك انحراف، أخفيت ذلك عن والدها، فإذا كنت كذلك فقد وضعت قدمك وقدم ابنتك على أول الطريق، أوتدرين أيُ طريق؟ إنَه طريق الهاوية والانحدار.
أمّا أنت أيها الشاب: فاتقِ الله، وقف! قف عن تجاوزاتك لكلِ الخطوط الحمراء، ولا تظن أنَك فارسٌ في ساحات الوغى، فالحقيقة المرّة "أيُها الغافل" أنَك فارسٌ في ساحات الرذيلة والوغى.
فكم من مسكينة غرَرت بها، وكم من منزل هتكت عرضه، وكم من فتاة دنَست عرضها ونحرت عفّتها، وكم من قصرهدمته، وكم من أسرة أسقيتها كأس الهوان بعد العزّة بعد الشرف.
أوتظنُ أنَ هذا الفعل يذهب سدىً، كلاَ، فإنَ ربَك لبالمرصاد.
وأخيراً إليك أنت يا أختاه هذه الكلمات: أنا لست أدعوك إلى قتل المشاعر، ووأد العواطف واستئصال الأحاسيس الرقيقة من القلب. فإنَ ذلك خلاف الفطرة، بل هو بلادة وجمود وقتل للمشاعر.
أختاه! يا شقيقة الرجال، صوني جمالك ولا تسمحي للوحوش المفترسة من الوصول إليك، فإنَ الحبَ الشريف هو الذي ينمو وينبت في النور، وهو الذي يسقى بماء الحياء والفضيلة، وهو الذي يطرق البيوت من أبوابها.
أمَا الحب الذي ينمو في الظلام، ويترعرع عبر رسائل ومكالمات الغرام، ويسقى بماء القلق والاضطراب، والخوف من الفضيحة وهولة المصيبة، الحبّ الذي يأتي من الأبواب الخلفيّة ولا يظهر إلاّ آخر الليل كالخفافيش، فهذا ليس بحبٍ ولا عشق، ولكنَه حرقٌ للأعصاب، وإشغالٌ للقلوب والأرواح، وقتلٌ للمشاعر النبيلة، ووأدٌ للفضيلة، وإهدارٌ للأوقات.
إنَه جحيمٌ لا يقدِر بشاعته ولا ظلمته إلاَ من جرَبه وعرفه، فكم من فتاة في تلك البلاد، التي تدَعي الإصلاح والتحرير، تتمنى امتلاك ولو جزء بسيط من العفّة والعزّة التي تمتلكها فتياتنا، وكم تتمنى التحرُر مما يعتبره هؤلاء "حرية"، وأنت:
"ماذا دهاك تسمعين نهيقهم ولديك صوت الحقِ في الفرقان
حاشا يجرُك للهلاك بريقهم والحصن حولك راسخ البنيان"
هؤلاء الذين يدَعون حفظ الحقوق للهرَة، فهل هرّةٌ أولى من الإنسان؟
في عرفهم كلُ الحقوق مصانةٌ إلاّ حقوق أمَة القرآن. فإلى متى نجري وراء الغرب، وهل سيحقِق لنا ما نبغاه؟
آن الأوان لصحوة، بعدما عبثت بنا أيدي اليهود وحفنةٌ ممَن يبيع الدين للشيطان. فليس أمامنا سوى دعاء الله جلَ في علاه بأن يثبِت أقدامنا، وينوِر طريقنا، ويهدي شبابنا وبناتنا، كي يعود للأمّة الحبيبة مجدها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِ العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، قمر بني هاشم.
الطالبة عبير فهدا
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة