الكسل الأكاديمي
من المشكلات التي وردت إلينا واحدة طرحتها الطالبة ندين حول ظاهرة الكسل الأكاديمي:
لقد تفشَّت في الجامعات ظاهرة الكسل الأكاديمي التي تصيب العديد من الطالبات والتي تتمثل بالعزوف عن الواجبات الدراسية خلال العام والتسكع في باحة الجامعة وتمضية الوقت في الكافتيريا خلال المحاضرات، فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وما هو السبيل لعلاجها؟
تجيب الأخت هنادي الشيخ نجيب– تعمل في الحقل الدعوي – فتقول:
نعم، هي ظاهرة عجيبة، لأنها لا تتماشى مع من ارتضى لنفسه أن يكون طالبَ علم، فكيف يتنازل بهذه البساطة ليكون مجرّد متسكعٍ في باحات الجامعات لاهثاً وراء النُّزهات والرحلات والسهرات تاركاً وراءه قاعات المحاضرات ومذاكرة الواجبات وملاحقة وظائفه المترتبات...
وبعد إعمال النّظر والفكر في أسباب هذه الظاهرة يتبين لنا أنّ لها أسباباً أربعة:
1. عدم وضوح الهدف من دخول الجامعة، فيكون مجردَ ترتيب روتيني جرى على العائلة كلها فهو بالتالي يجري عليه، وهذا ناتجٌ عن انتفاء الحس الديني حيث يمثل الدافع الأقوى للجدّية في تحصيل العلم وسدّ ثغرةٍ حتى لاتُؤتى الأمَّة الإسلامية من قبلها...
2. الرضا بالمستوى الحالي وعدم طلب الأفضل، لأن تحسين المستوى يحتاج إلى اجتهاد وعزيمة ورغبة، مما ليس متوفراً عند هذه الفئة.
3. اعتماد الطالب على (الواسطة) التي صارت في أيامنا هذه ظاهرة اتفقت عليها فئة من الناس ذوي المناصب والمراكز والسلطات فيسهّلون لذوي القُربى والمعرفة طريق الوصول فلا يعود يُطلب منهم كثير دراسة ومتابعة لأن النجاح مضمون.
وأما علاج هذه الظاهرة فيتلخص في خطوات ثلاث:
أولها: سلوك طريق الالتزام بالمنهج الديني والعمل على التزود من العلم الشرعي لأنه أعظم حافز على الاجتهاد والمثابرة وخاصة إذا تضمنت أهداف الطالب، إن لم تكن أولها، خدمة الإسلام من خلال اختصاصه.
ثانيها: توجيه الطلاب نحو الاختصاص الأنسب وعدم إرغام الأهل لهم على ما لا يرغبون، ويكون ذلك عن طريق المناقشة والمحاورة ومحاولة تحقيق الأَوْلى.
ثالثها: التطلُّع دائماً إلى الأفضل والأحسن والامتثال بحَديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يحبُّ إذا عَمِلَ أحدكم عملاً أن يُتْقنْه" والتوكُّل على الله والتوجُّه إليه قبل كلّ هذه الخطوات.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن