بدعوة من المنتدى للتعريف بالإسلام ألقى رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان محاضرة بعنوان "شبهات تحت المجهر حول مرجعية الحديث النبوي" في قاعة المنتدى بحضور ما يقارب 45 شاباً وشابة وذلك يوم الجمعة 22 أيار 2015م.
ابتدأ الشيخ كلامه بالتأكيد على ضرورة الذبّ والدفاع عن مكانة الحديث في قلوب المؤمنين، ثمّ تعرّض للمشكّكين بالحديث النبوي وتحريضهم المبطّن وطعنهم بالدين، موضحاً أنّ هذا الموضوع قديمٌ منذ عهد الرافضة ولكنّه تجدد على يد المعتزلة ثم أتانا بنسخته المنقحة في عصرنا باسم "العقلانيون"!. واعتبر الشيخ أنّ هذا التشكيك بثبوتية الحديث وتحريف المعاني أتى بعد عجزهم عن الطعن بالقرآن. ثمّ أورد بضعاً من الآيات والأحاديث التي توضح مكانة الحديث النبويّ في الإسلام وتوأمته للقرآن كما تؤكد على ضرورة اتّباع السنّة النبويّة الشريفة.
ثمّ عرض الشيخ بعض الكتب مثل:" محمد نبي لزماننا" لكارين أرمسترونغ،"حِكَم النبي" لتولستوي الذي استقى ١٠٠ حديث وجعلهم حِكَم. ثم عَرَض الشيخ تفسير آية "وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّلَ إليهم" النحل/ 44 وعرض الحجيّة فيها أنّ النّبيّ عليه الصلاة والسلام إنّما كان قوله وحيٌ من الله وهو تبيان وشرح للقرآن وأنّ الرسول لا يُطاع إلا بإذن الله. لذلك الذين دُعوا إلى الله ورسوله ولم يستجيبوا وصدّوا عنه هم المنافقون، ولْيحذر العقلانيون أن يكونوا من منافقي العصر بجهلهم أو بمكرهم! كما استدلّ الشيخ بعدّة أقوال للأئمة في مكانة الحديث.
بعدها بدأ الشيخ بتفنيد الشبهات التي تثار في زماننا اليوم والردّ عليها، بعد أن قسمها إلى ٤ أقسام:
١ -القرآن كلام الله والحديث كلام البشر، ويمكن الاستغناء بالقرآن عن السُنّة والاكتفاء به، فالقرآن متفق عليه بخلاف الحديث؟!
٢ -الأحاديث فيها الصحيح وغير الصحيح، ولا يوجد منهج علمي للتحقيق؟!
٣ -المسلمون اهتموا بالتشكيل (الإسناد) ولم يهتموا بالمضمون (المتن)؟!
٤ -إنّ في الحديث ما يخالف العقل؟!
ثمّ أشار فضيلته إلى أحاديثَ موضوعة وكيفية الاستدلال على أنّها موضوعة وغير سليمة.. وكيف كانت دقّة علماء التجريح في المحاسبة على الكلمة والحرف، فكانوا يقطعون المسافات ويتحمَّلون المشقات ليتأكدوا من صحة حديث واحد.
واختتَم المحاضرة برسالة وجّهها إلى العقلانيين: "من طلب الحديث كما جاء فهو صاحب سُنّة، ومن طلب الحديث ليقوي هواه فهو صاحب بدعة".