ألقى رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ حسن قاطرجي خطبة الجمعة في مسجد التقوى في طرابلس بعنوان "سنّة الله في من عتى عن أمره" بتاريخ 27 تموز 2015م.
تمحورت الخطبة حول تفسير كلام الله عزّ وجلّ "وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)" سورة الطلاق.
قدّم الشيخ لخطبته بأنّنا علينا في هذه المرحلة الدقيقة قبل استشراف الكلّيات قبل الدخول في الجزئيات وأن نُلِمّ بالأصول والمقاصد الكبرى للدين وأن نتفقه في سنن الله عزّ وجلّ.
وقال أنّ إعراض البشرية عن ذكر الله جعلها تعيش في شقاء، مستشهداً بقول الله تعالى "ومَن أعرضَ عن ذِكري فإنّ له معيشةً ضنكا" ومستدلاً بكلام المفكّر الأمريكي "باتريك كانون" الذي فصّل في كتابه "موت الغرب" على الصعيدين: الأخلاقي (تشريع الوزاج المثلي مؤخراً مثالاً)، والسكاني حيث توقع -بعد حسابات علمية أجراها- انخفاض عدد السكان في أوروبا من مليار حالياً إلى حوالي 200 مليون مع حلول العام 2050م.
ثمّ تطرّق إلى دور الأمة في هذه الظروف الحرجة، مؤكداً أنّها صمام أمان للبشرية إن هي عادت إلى ربها ودينها رجوعاً صادقاً خالصاً حقيقياً. وهي العودة التي ناشدنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام في حديثه "إذا تبايعتم بالعِينة ورضيتم بالزرع واتّبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلّاً لا ينزعه عنكم حتى ترجِعوا إلى دينكم".
محذّراً من "الإسلام الانتقائي الذليل" الذي يرده أعداؤنا لنا، إسلاماً بلا روح ولا حياة ولا جهاد.
وعن المطلوب من الأمة، أوضح الشيخ أنّ الجواب يكمن في حديث سيّدنا أنس ابن مالك "كان فتية في المدينة سبعين رَجُلاً كانوا يكونون في المسجد كانوا إذا أمسَوا تنحَّوا إلى ناحية المدينة يصلّون ويتدارسون، حتى إذا أصبحوا استعذبوا من الماء واحتطبوا من الحطب ثمّ جاؤوا ووضعوه إلى جانب حجرة النبي، هؤلاء لما كانت معركة بئر معونة بعثهم صلى الله عليه وسلّم جميعاً فاستشهدوا جميعاً".
وهذا دليل واضح على أهمية وضرورة ووجوب إعداد جيل -خاصة من الشباب- من العلماء والدعاة أصحاب القوة والشكيمة والصبر والعبادة والعلم المتفرّغون للدعوة إلى الله تعالى.
هذه هي العودة المنشودة منّا جميعاً، عودة صادقة تترجمها أخلاق باهرة "أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً".
وحذر من البغضاء ودعا إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة.
كما حذّر من المشروع الخطير الذي تستّر بثوب المقاومة لبناء ترسانة من السلاح هدفها قمع الطوائف الأخرى والإمساك بقرار البلاد، والذي أينما حلّ يحلّ الخراب والدمار والكراهية كسوريا والعراق واليمن ولبنان.
وعلى هامش الموضوع تحدّث الشيخ عن المطلوب من المسلم بعد رمضان، ملخصاً ذلك في أمرين:
1- الدعاء والتضرع لله تعالى أن يقبل أعمالنا في رمضان.
2- المحافظة على خط تصاعدي في العبادات والطاعات بعد رمضان.