أنفقي... ينفق عليك
أختي المسلمة، أما قرأت قوله تعالى:﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليم﴾؟ أما استشعرت أن مالك الذي ستتصدقين منه في سبيل الله سيزداد ولن ينقص، وأنك ستأخذين ولن تعطين، وستربحين ولن تخسرين؟
لا تسمعي إلى شياطين الإنس والجنّ وهم يقولون: وهل هذا وقت الإنفاق؟ الحالة المعيشية متردّية، والضائقة خانقة، وماذا ستفعلين إن ابتليت واحتجت لهذا المال؟.
أختي، هل ستجعلين للشيطان عليك سبيلاً؟ إن حدّثتك نفسك بذلك فاذكري قول الله تعالى:﴿الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً والله واسع عليم﴾، وقوله تعالى أيضاً:﴿ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌ لهم﴾ هذا في الآخرة، أما في الدنيا فيستحق أن يعسِر الله عليه كلَ شيء ﴿وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى* فسنيسِره للعسرى﴾ ويحرمه من كل تيسير، ويجعل في كل خطوة من خطاه مشقة وحرجاً، فينحرف به عن طريق الرشاد، ويهبط به في طريق الشقاوة. ﴿وأما من أعطى واتّقى* وصدّق بالحسنى* فسنيسِره لليسرى﴾ فيمدّه الله بالعون والتوفيق في كل الأمور فيفيض اليسر من حوله وعلى كل من حوله، ويقي نفسه الهلاك الذي قصده في قوله:"... واتقوا الشحّ فإن الشح أهلك من كان قبلكم..."، هذا عدا عن دعاء الملائكة له لقول رسول الله ﴾:"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"، وعدا عن تعويض الله تعالى له في الدنيا والآخرة، قال رسول الله :"أنفق يا ابن آدم ينفق عليك".
أختي المنفقة في سبيل الله: تذكّري دائماً أن "اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى"، وأنه "ما نقص مال عبدمن صدقة" بل هو يربو ويزداد عند الله تعالى. واحرصي- أختي- على نيل البرّ، وهو جماع الخير، بالنزول عمّا تحبين، وببذل الطيّب من المال، سخيّةً به نفسك بانتظار ما هو أكبر وأفضل ﴿لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون﴾.
واجعلي قصدك- أختي- ابتغاء وجه الله لا الرياء، ولا الاستعلاء، ولا رد جميل أحد، ولا طلب شكر أحد، ولسوف ترضين ﴿وسيجنَبها الأتقى* الذي يؤتي ماله يتزكى* وما لأحد عنده من نعمة تجزى* إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى* ولسوف يرضى ﴾ إنه الرضا ينسكب في قلبك، إنه الرضا يغمر روحك، إنه الرضا يفيض على جوارحك ويشيع في كيانك.
قال الله تعالى:﴿الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسراً وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ فالمال ذاهب والحياة منقضية، والإنسان مردودٌ إلى الله، فقدّمي لنفسك ما يكون لك ذخراً عند الله وأجراً في صحائفك فتفرحين به ولا تحزنين، وتسرّين به ولا تندمين.
وصدق الله:﴿وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون﴾.
أم سياف
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة