ولدي متسلط قويّ الشخصية؛ فماذا أفعل؟
المشكلة: لديّ ثلاثة أولاد؛ بنت عمرها 12 سنة، ولد (11 سنة)، وثالث سنتان. منذ فترة بدأت ملامح الأنانية تظهر على تصرفات الصغير، فهو يريد كل شيء لنفسه، ولا يُشرك إخوته بألعابه أو ما بحوزته من حلوى، في الوقت الذي يتحايل ليستولي على ممتلكات غيره فضلاً عن أنه يتمادى بضرب كل من يقترب منه؛ مع العلم أنه ذكيّ، قوي الشخصية، متسلط، ومتحدث. كيف أعالج مشكلات ابني قبل أن تتفاقم؟
الحل تقترحه عليك المربية الداعية الأخت
أم حسان الحلو.
عزيزتي الأم الفاضلة...
نسأل الله أن يبارك لكِ في جميع أفراد أسرتك. أما حديثك وقلقك على الصغير المدلل - كما يبدو - ففيه شيء من الحساسية الشديدة، فابن العامين لا يمكن أن تصدر عليه أحكام نهائية ولا أوصاف راسخة وثابتة، كل ما في الأمر أن هذا الصغير الذكي يشعر أنه مختلف تماماً عن غيره في العمر والحجم والشكل والاهتمامات. أما بالنسبة للماديات فإننا نبادر بإعطاء الصغير حتى يكثر ما عنده.. عندها قد نطلب منه البذل، مثال: أن نعطيه كمية من الحلوى التي طلبها ونخبره أن هذه لك والثانية لأخيك، وقد رأيت أمّاً كانت تضع حلوى الأطفال في يد أصغر أبنائها وتطلب منه توزيعها على أخوته، فإن تنازع اثنان على قطعة واحدة أعلنت أن أحبهم إليها هو الذي يتنازل عن نصيبه، ثم تطلب من الآخر أن يثبت روعته حين يعيد نصف قطعته إلى أخيه، وبذلك تغرس الإيثار بدل الأثرة والأنانية.
صغيرك يا أختي يبدو أنه "شاعر بدلاله"، لأنه محطّ اهتمام الأسرة، فهذا شيء فرضه عليه ترتيبه العائلي وصغر سنه.. وأعتقد أن هذه المواصفات ستقلّ تدريجياً كلما ازداد وعيه وازدادت استقلالية شخصيته مع متابعتك الدائمة الواعية لنموِّه النفسي. كما يبدو أن صغيرَك حقاً ذكي، فهو يستغل مكانته فيوجِّه ضرباته، وأنتِ بإمكانك إشعاره بالغضب من هذا السلوك.. فإن تمادى فاحبسيه في غرفة منفصلة، وقد قامت إحدى الأمهات بتطبيق هذه النصيحة، وبعد أن حبست صغيرها قليلاً أشفقت عليه وفتحت له الباب ففاجأها بالضرب مرة أخرى، فأغلقت الباب عليه وتركته حتى هدأت سَوْرة غضبه وأصبح يعتذر لها من خلف الباب، ففتحت الباب وقبّلته وقبلها هو أيضاً.. ثم تعلّمَ عملياً أن عاقبة الاعتداء على الآخرين هي الحبس، فخفف من هذه السلوكيات العدوانية.
اعلمي يا عزيزتي أن على الصغير أن يدرك أن هناك عقوبة على تصرفاته، فلكل موقف عاقبة.. إن كان سلوكاً حسناً نعزِّزه، وإن كان غير ذلك نقوِّمه، فلدى الأطفال صفات رائعة وأخرى أقل منها، والمربي الرائع هو الذي ينمّي الجميل ويُضعف القبيح تماماً كما يفعل منسِّق الحدائق؛ والقلوب كالحدائق؛ إنما مهندسها هو المربي الناجح!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن