باحث في مؤسسة القدس الدولية، متخصص في التاريخ الإسلامي، كاتب في عدد من المجلات والمواقع الالكترونية، عضو رابطة أدباء الشام، ومسؤول لجنة الأقصى وفلسطين في جمعية الاتحاد الإسلامي.
رايات الدمّ.. جرائم أبرز الدول المشاركة في كأس العالم بحق ديار الإسلام والمسلمين
لو عاينا أمراض أمتنا لوجدنا أن أكثر مرض يفتك بنا وينخر وحدتنا هو ضياع الهوية ... في زمن تنبش الأمم في الحقب التاريخية السحيقة لتستخرج ما يمكن أن تتعلق به من أرض أو عقيدة أو وطن، نجد أننا نستنزف هويتنا المسلمة المتميزة فيذوب كياننا بشكل منقطع النظير! وعرّابو هذا النزف كُثر والمباركون له أكثر...
هذا الأمر ليس خفياً علينا فقد أخبرنا عنه رسول الله صلى عليه وسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".[البخارى. ومسلم .]
تشخيص المرض هو التقليد الأعمى والانجراف الغير واع، فالأمة المنهزمة تسير بهذه التبعية في كل نواحي الحياة وشؤونها، ومن هذا الاتباع تلك الحمى التي تضربنا كل عدة سنوات... هي حمى كأس العالم...
لن أتكلم في هذه المقالة عن مشاهدة هذه المباريات وتضارب بعضها مع أعظم مواسم الخير شهر رمضان المبارك بل عن ذلك التعصب الأعمى الذى نجده يسري بين شبابنا وينتشر بينهم ويكتسح مجالسهم ونواديهم.
تعصّب مقيت يصل بالكثيرين لرفع أعلام الدول المشاركة في هذه البطولة وتعليقها على شرفاتهم وسيارتهم بل وعلى معاصم الكثيرين من فتياننا وفتياتنا، دول سامت المسلمين قرونا من التقتيل والتهجير والإبعاد، دول شاركت في جريمة بشعة بحق إخواننا من فلسطين حتى بورما ومن القرم حتى مالي...
وهذه مقتطات سريعة لأهم الدول التي نجد أعلامها ترفرف في بلداننا ونذر يسير من تاريخها الأسود بحق المسلمين:
• البرازيل:
- جلب مئات الآلاف من المسلمين من الأندلس ثم من إفريقيا للعمل في البرازيل.
- قمع أي تحرك يقوم به المسلمون بشكل وحشي وسادي.
- الزج بالمسلمين في حروب عدة للقيام بإلغاء كيانهم وتفوقهم الثقافي والحضاري مع أنهم في صفوف العبيد، خصوصاً في حرب البرازيل مع الأوروغواي.
- التنصير القصري الذي طاول الآلاف من المسلمين والذي أدى إلى اضمحلال الكيان المسلم في البلد وهم اليوم لا يشكلون سوى 0.01 من عدد السكان.
• إسبانيا - البرتغال:
- بعد احتلال غرناطة قتل أكثر من نصف مليون مسلم حتى عام 1577م بحسب مؤرخين غربيين.
- بعد احتلال الأندلس تم تخيير المسلمين بين التنصير أو الطرد من غير أمواله أو ما يتنقل عبره ثم تحول التخيير بين التنصير أو القتل.
- تحويل جميع مساجد الأندلس لكنائس عبر مرسوم أصدر في عام 1503م وما زالت مآذن قرطبة وطليطلة تئن حتى يومنا هذا، وحرق كل الآثار العلمية للمسلمين وحرقها في الساحات العامة.
- أصدرت الكنيسة قراراً بقتل كل من يكتشف أنه مسلم حرقاً بالنار وكانت تقام في احتفالات عامة يحضرها الوجهاء والأمراء والعامة.
- إنشاء محاكم التفتيش التي مارست صنوف من التعذيب الوحشي واللاإنساني بحق المسلمين وقد دامت أكثر من 365 سنة ذاق فيها المسلمون صنوفاً من التعذيب والقتل المنظم في أقبية السجون والكنائس.
- طرد جميع المسلمين أو ما يعرف بالموريسكيين من الأندلس وقد بلغوا بين 1608 و1610م أكثر من 120 ألف مسلم، ثم في المرحلة الثانية بين 1610 و1614م تم طرد 375 ألف مسلم قتل منهم أكثر من 60 ألفاً غرقاً في البحر أو على يد العصابات الإسبانية.
- وصل عدد ضحايا محاكم التفتيش حوالي ثمانية ملايين شخص حتى تم إلغاؤها رسمياً عام 1834م.
• بريطانيا:
- في الهند، ومع توسع النفوذ البريطاني فيها ثار عليهم المسلمون عام 1857م فأعلن الاستخراب البريطاني بأن المسلم عدو الامبرطورية اللدود وقاموا بتقريب الهنادكة وما حدث بعدها من جرائم ومجازر وحشية بحق المسلمين –مثلاً: إعدام المسلمين بالمدفعية-.
- تهميش المسلمين وإغراقهم في الجهل فنسبة الأمية كانت بينهم صفر في المئة أصبحت 80 % مع بدايات القرن العشرين.
- وصول عدد لا يتجاوز الـ 50 مسلماً للوظائف الحكومية مع أن المسلمين يشكلون أكثر من 16% من السكان في شبه القارة الهندية.
- وعد بلفور عام 1917م أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
- تشجيع الهجرة الصهيونية لفلسطين حتى بلغت 36% قبيل انسحاب المستخرب البريطاني.
- تمكين الصهاينة في فلسطين عبر إعطائهم مقدرات أساسية من الأرض والمطارات ومخازن السلاح مما سمح بالتفوق النوعي على المسلمين.
• فرنسا:
- احتلال أجزاء واسعة من افريقيا المسملة ضمت كل من تونس والجزائر والمغرب عدى عن المناطق في وسط أفريقيا.
- مجزرة في مسجد "كتشاوة" راح ضحيتها أكثر من ٤٠٠٠ شهيد.
- ثورة الجزائر الكبرى التي راح ضحية الارهاب الفرنسي أكثر من مليون شهيد وأدت لطرد المستخرب الفرنسي.
- تضييع هوية المسلمين في المغرب العربي ومحاربة اللغة العربية وإحلال اللغة الفرنسية بديلاً عنها وما زالت آثار هذ التغريب الثقافي قائمةً حتى اليوم.
- مساعدة الكيان الصهيوني في بناء قدرته النووية عبر بناء مفاعل ديمونة.
- شن حرب على المسلمين في مالي بتمويل من أموال النفط التي تحارب الإسلام وأهله.
- دعم الميلشيات النصرانية المسلحة ضد المسلمين العُزَّل في أفريقيا الوسطى والسكوت عن جرائم الإبادة التي تحصل من غير تدخل مع وجود قوى عسكرية فرنسية في الدولة.
• ألمانيا:
- قدمت مساعدات للصهاينة تعويضاً عن ضحايا الهولوكوست المزعوم.
- علاقات مميزة مع "دولة الصهاينة" وقد وصفت بالاستراتيجية بين البلدين.
- معارضة ألمانيا الاعتراف بفلسطين في عدة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة مع اعترافها بالكيان الصهيوني مبكراً.
• سويسرا:
- شاركت في القوات الدولية التي قامت باحتلال أفغانستان.
- إصدار قانون يمنع تشييد وبناء المآذن في أنحاء البلاد، بعد قانون يمنع من خروج صوت الآذان خارج المساجد.
- إصدار قانون لحظر النقاب في سويسرا.
• ايطاليا:
- احتفال على شرف الأسطول الإيطالي المتّـجهة إلى طرابلس الغرب، ومباركة رجال الدّين البحارة والجنود في احتفالات دينية ووزعت الصلبان عليهم هدية من البابا.
- احتلال ليبيا عام 1911م، وما نتج عن ذلك من مصادرة لأموال المصرف العثماني الموجود في طرابلس.
- إبعاد آلاف من المسلمين ونفيهم إلى الجزر الإيطالية بسبب رفضهم الاحتلال الإيطالي.
- مصادرة أجزاء واسعة من الأرض وإعطائها للمستخربين والذين وصل عددهم لأكثر من عشرة بالمئة من عدد السكان.
- القمع الوحشي لأي تحرك للمجاهدين الليبيين وإعدام أسد الصحراء عمر المختار "رحمه الله" في 16 أيلول سنة 1931م.
تاريخ مغموس بالدم ونذر يسير من صفحات قد طمست بالسواد، ويا أسفي على جيل يرقص لفوز هذا المنتخب أو ذاك، لكأنهم يرقصون على جراحاتنا فيزيدونها نزفاً لتخرج حسرات السنين الطويلة ويلوغون بدماء المسلمين الزكية...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة