باحثة متخصصة في القضية الفلسطينية ورئيسة (ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين).
مشروع صورة
هل يمكن أن تقابل أحداً لا يعرف شكل الكعبة، أو لم يسبق له أن رأى صورتها؟
بالتأكيد لا!
والشيء نفسه بالنسبة للقبة الخضراء، التي يعرف الناس بها المسجد النبوي.
ألا ترى أنه من الغريب أن كل الناس يعرفون صورة الكعبة، والقبة الخضراء في المسجد النبوي، ويعتادون على رؤية صورهما في أي مكان، لكنهم لا يكادون يميزون المسجد الأقصى، ولا تكاد ترى له أية صورة!
هذا الأمر يعكس -بالتأكيد -ويدلل على ضعف الصلة بين الناس وبين المسجد الأقصى، مهما ادّعينا غير ذلك.
ألا ترى أن هناك مهمة يجب أن تتبناها جهة ما، وهي تعريف الناس بالمسجد الأقصى ونشر صوره في كل مكان؟
ولكن.. ألا تستطيع أنت أن تكون هذه الجهة بجهدك البسيط؟
ألا تجد لنفسك نصيباً في هذه المهمة؟
ألا تملك أن تكون فاعلاً فيها، ويكون لك الأجر عند الله يوم القيامة، بأنك ساهمت في تعريف الأمة بالمسجد الأقصى، وربط قلوب الناس بمسرى نبينا صلى الله عليه وسلم؟
إن الشركة -أية شركة -تسعى لأن تسوّق بضاعتها للناس، وتحرص على أن تُنزل صورها في الأسواق بكل الطرق الممكنة، حتى يتشوّق الناس لاقتنائها ويسعوا لشرائها. ألا ترغب في أن تسوّق للناس صورة البقعة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم إماماً بالأنبياء، حتى تتشوّق نفوسهم ليوم تحريره، والصلاة في رحابه؟
إن علينا واجباً: أن ننشر صورة الأقصى في كل مكان، حتى يراها الناس أمامهم في ذهابهم ورواحهم، فلا ينسوه.
والأمر سهل يسير على من يسره الله عليه؛ فكل المطلوب أن تبحث عن صورة واضحة التفاصيل، جيدة الألوان، للأقصى كله وليس لجزء منه، وليس لقبة الصخرة فقط، ثم تطبعها بأي حجم ممكن. يمكن أن تطبعها بحجم الكف، بخلفية لاصقة، ليتم لصقها على أي سطح، ولو في الطرقات، وممكن أن تكون بالحجم الكبير .
من الممكن أن يتم تعليقها في المساجد، أو أن تكون في مداخل البيوت، وفي المدارس، والجامعات، والمستشفيات، أو يتم توزيعها على المحالّ التجارية.
سترتاح عيوننا ونسعد إذا رأينا صورة الأقصى البهية على الأكواب وعلى كرّاسات الصغار، وما أروع أن تزين صورته الرزنامة، لتدوم أمام أعيننا عاماً كاملاً.
من الممكن كذلك عمل إطار قيّم للصورة، ويتم إهداؤها للموظفين، لتكون في مكاتبهم...
والأفكار لا تنتهي.
لا تستهينوا بالأمر، ولا يقولنّ أحد: هل سنحرر الأقصى بهذه الصور؟! فممّا سمعته أن الصهاينة كتبوا في تقرير لهم عن أردوغان، يوم أن كان رئيساً لبلدية إسطنبول، أنه يضع في مكتبه صورة للأقصى!
الأمر يحتاج للمال، وللجهد في التصميم، والجهد في التوزيع، والتسويق.. لكن الأمر يستحق، فهل من مشمر؟
واللهِ هو مشروع مربح، فما عمل أحدٌ للأقصى إلا ونال من بركته، وهذا بشهادة كل من يعملون لنصرة الأقصى.
واللهِ، سيسألنا الله سبحانه وتعالى، كلٌ منا بشخصه: ماذا فعلنا لحماية الأقصى؟ وماذا قدمنا لمسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ فلا بدّ أن نجد لهذا السؤال إجابة.
ففكر في أي عمل تنصر به الأقصى، وتُذكِّر به الأمة التي كادت تنساه.
مطلوب منا أن نجعله قضية الأمة كلها، وأن نعلِّم الصغار أن الأقصى هو شرفنا السليب، وأنه من أشرف بقاع الأرض؛ بقعةٌ شهدت صلاة كل أنبياء الله خلف نبينا صلى الله عليه وسلم!
بين أيديكم «مشروع الصورة المباركة»، فهل نجد أحداً يقول لهذا المشروع الرابح: أنا لها؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة