همساتٌ لكِ... أيّتها العفيفة
خطابٌ خاصٌّ أُوَجِّه لك فيه كلماتٍ لعلها تلامس قلبك فتهديك إلى الصراط السويّ.
فيا أختي الصالحة العفيفة التي جعلتِ من أمهات المؤمنين قدوة لك، عليك باتّباع هَدْيه صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج عن شرعه والعمل بما أمرك والنهي عما نهاك عنه، فعندما أمرك الإسلام باللباس الشرعي والنقاب في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59) فهو تكريمٌ وعزّ وحريةٌ لك من عبودية النفس والجسد ومن قيد الموضة وتقليد المجتمع الغربي. هو الذي يحميك من الألسن البذيئة والأعين الغادرة والأيدي الباطشة والذئاب الماكرة؛ فبادري أختاه بارتدائه، ولا تلتفتي إلى إعلانات الغرب فهم لا يريدون سوى استعبادك باسم الحرية والمساواة.
أما لباسك فاجعليه كما يرضي ربك لا كما يرضي هواك، اجعلي لباسَك الشرعي طاعةً لله، ساتراً لجميع البدن، لايصف ولا يشِفّ، ولا يكون به شهرة، وأن يكون فضفاضاً غيرَ ضيقٍ، ولا يُشابِهُ ملابس الرجال، ولا يكون معطراً.. آآآآآآآآه من العطور... وما أدراك ما العطور! بسببها تصبح أغلب الفتيات بمرتبة الزانية، لقوله عليه الصلاة والسلام: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" رواه أحمد، والعياذ بالله، لماذا تبيعين الجنة الغالية بالدنيا الفانية؟! وأي عاقلة تبيعها؟!
عزيزتي... إن الإسلام عظّمك وأعلى من شأنك، فاحرصي على أن تجعلي لباسك لدفع الأنظار لا لجلبها.
أختاه.. أنت فتاة عاقلة بالغة واعية، فلا أظنك ستتخلين عن الجنة ونعيمها والخلود فيها، ولا أعتقد أنك ستبيعينها من أجل لفائفَ تضعينها تحت حجابك حتى يكبر رأسك أو يعظم ويصبح كأسنمة البُخْت (والبُخْت نوع من أنواع الإبل). احذري أختي الغالية، احذري يا صاحبة أسنمة البُخْت، فأنت علامة من علامات يوم القيامة، والذي تضعينه فتزعمين أنه يجمّلك هو نفسه الذي يوصلك إلى النار نعوذ بالله منها. قال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضرِبون بها الناسَ ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُميلاتٌ رؤوسُهُنَّ كأسْنِمَةِ البُخْتِ المائلة لا يدخُلْنَ الجنةَ ولا يجِدْنَ ريحَها وإن ريحَها في مسيرة كذا وكذا) رواه مسلم. أعلنيها توبة ولا تعودي لها، وتجملي لجنتك وليس لنارك، واحرصي على جمال أخلاقك، فجمال وجهك يزول، فلا تجمّليه بنتف حاجبيك. وأما ما ثبت شرعاً فهو حرمته لقوله عليه السلام: (لعن الله الواصِلَة والمُستَوْصِلة والنامِصَة والمتنمِّصَة والواشِمَة والمستوشِمَة والمتفَلِّجات للحسن المغيِّرات خلق الله)، فلم يقتصر على النامصة بل على المتنمّصة أيضاً وهي التي تساعد في النَّمْص، واللعن هو الطرد من رحمة الله، وأي إنسان يستطيع أن يعيش من دون رحمة الله؟ والعياذ بالله!
أختي الكريمة، أحببت أيضاً أن أُذكِّرك بموضوع هام يتغافل عنه الكثير؛ ألا وهو الاختلاط بالرجال، آن لك أن تعرفي أن الاختلاطَ هو ذاك الشيء الدافئ اللزج الرطب الذي يمثل أرضاً خصبة لنموّ الفطريات الاجتماعية السامة وتكاثرها. لذا حرّمه الله تعالى ونهى عنه بقوله: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذالِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب: 53) وفي نهاية مطافي وحديثي لك عن الاختلاط أقول لك: إن الانجذاب بين الجنسين واردٌ في أي موضع من المواضع مهما حاول الرجل أو المرأة إنكاره، والانجذاب قد يبدأ من تعامل مشروعٍ وينتهي بشيء غير مشروع،
والقاعدة الأصولية تقول: "كل ما يوصل إلى الحرام فهو حرام"،وحتى لو حصّن الإنسان نفسه فإنه لا يأمن حبائل الشيطان!
أختي... تجمّلي بحيائك وأنوثتك، إن الله ربي وربك قد حرّم الدلال بالكلام وترقيق الصوت مع الرجال الأجانب لقوله: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) (الأحزاب: 32)، تحلّي بهدوئك وصوتك المنخفض.. اتقي الله؛ فكمال لباسك أن لا يكون به زينة، لقوله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ) (النور: 31)، فاجعليها في بيتك وأمام محارمك فقط.
هذه همساتي إليك أيتها الفتاة الصالحة، قدمتُها لكِ لعلها تدخل فؤادَكِ فتهديك للصراط المستقيم، هدانا الله وإياكِ سبل السلام، والحمد لله رب العالمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن