نحو حياة طيبة
كتب بواسطة الدكتور صلاح الخالدي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
639 مشاهدة
كل إنسان عاقل في هذه الدنيا يريد أن يعيش حياة طيبة، تقوم على السعادة واليُسر والهناء والرفاه، وهو يحرص على أن يبتعد عن الحياة الشاقة المتعبة النكدة.
هذا أمل كل إنسان عاقل، لكن كثيراً مِن الناس لا يعرفون كيفية تحقيق تلك الحياة، ولا يهتدون للطريق المضمون المأمون الذي يوصل إليها، فيظنون طريق الحياة الطيبة السعيدة هو كذا وكذا، فيقبلون على ذلك الأمر، ولكنهم يزدادون حسرة وشقاء، وتعاسة وخسارة.
هذا أمل كل إنسان عاقل، لكن كثيراً مِن الناس لا يعرفون كيفية تحقيق تلك الحياة، ولا يهتدون للطريق المضمون المأمون الذي يوصل إليها، فيظنون طريق الحياة الطيبة السعيدة هو كذا وكذا، فيقبلون على ذلك الأمر، ولكنهم يزدادون حسرة وشقاء، وتعاسة وخسارة.
ولقد منّ الله علينا، فدلّنا على طريق الحياة الطيبة السعيدة، وضمن لِمن سار في ذلك الطريق بصدق وهمّة وجدّية أن ينال ما يريد، ولنقف لحظة مع آيات من كتاب الله، تعرفنا على ذلك الطريق وتهدينا إليه.
قال الله عز وجل: (ما عندكم يَنفَدُ، وما عند الله باقٍ، ولنجزيَنَّ الذين صبروا أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون. مَن عَمِلَ صالحاً مِن ذَكِرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلَنُحيِيِنَّه حياةً طيبةً، ولنجزينَّهم أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون، فإذا قرأتَ القرآنَ فاستعِذ بالله مِن الشيطانِ الرجيمِ) [النحل: 96-98].
وأدعو الإخوةَ القُرَّاء إلى الوقوف أمام هذه الآيات الثلاث، وتكرار تلاوتها أكثر مِن مرَّة، ليتعرفوا منها على الحياة الطيبة والطريق الربَّاني القرآني المضمون الذي يوصل إليها.
ولنلاحظ معاً كيف أن الله ضمن الحياة الطيبة لكلِّ مَن عمِلَ صالحاً، مِن ذَكَرٍ أو أنثى بشرط أن يكون مؤمناً عاملاً جاداً جدياً!!
وخصصت الآية الأنثى بالذكر لأهمية التأكيد على الموضوع، وعلى كونه أملاً مرجواً للرجل والمرأة عل السواء، فالمرأة المسلمة الصالحة - بنتاً كانت أو زوجة أو أماً- معنية بهذا الأمر، راغبة فيه حريصة عليه، والقرآن ضمن لها أن تعيش الحياة الطيبة بفضل الله وكرمه إن صَدَقتْ في السير في الطريق الموصل إليها، فهي في هذا الأمر كالرجل تماماً. ويؤكد ذلك قوله تعالى: (فاستجابَ لهم ربُّهم إني لا أُضيعُ عملَ عاملٍ منكم مِن ذَكَرٍ أو أنثى بعضكم من بعض..) (آل عمران: 195).
الخطوات التي لا بد أن نخطوها كي نصل للحياة الطيبة السعيدة والتي عرفتنا عليها، هذه الآيات هي:
- الإيمان الصادق الحيّ المؤثر، وتحقيق أركان الإيمان، وتحصيل الإيمان بمسائلها وجزئياتها، وملاحظة آثار الإيمان العملية الإيجابية، على السلوك والتصرفات والممارسات، طيلة ساعات الليل والنهار.
- الإكثار من العمل الصالح في كافة الميادين والحقول والمجالات حسب قدرات المؤمن وميوله واهتماماته وطاقاته: (مَن عَمِلَ صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن).
لقد أكثرت آيات القرآن من التوجيه إلى عمل الصالحات، ووصف المؤمنين بأنهم (الذين آمنوا وعملوا الصالحات..)، وهي تدعو كل مؤمن ومؤمنة إلى حُسن فهم وتصوّر مصطلح "عملوا الصالحات" وعدم حصره ببعض ألوان الشعائر التعبدية مِن أهمّ ألوان ومجالات العمل الصالح، التي لا يُستغنى عنها، ولا يحل غيرها محلّها، ولكن هناك مجالات أخرى ضرورية للعمل الصالح، إن أي عمل حلال مباح يقوم به المؤمن في أي ساعة من ليل أو نهار من طعام أو شراب أو كلام أو حركة أو نشاط أو سَعْي، هو عمل صالح، مأجور عليه، طالما ابتغى به وجه الله، وأدّاه على أساس شرع الله، والخلاصة أن "عمل الصالحات" يمكن أن يستوعب كل وقت المؤمن، ويستغرق كل ساعاته اليومية الأربع والعشرين!!.
- الإحسان في أداء العمل الصالح، بحيث يؤديه المؤمن على أحسن صورة، وأكثرها إتقاناً وانضباطاً وجمالاً، فالله يجزي العاملين أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون: (ولنجزينَّهم أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون..).
- الصبر على تكاليف الحياة بمفهومه الواسع الشامل: الصبر على أداء الواجبات، والصبر عن ترك المحرمات، والصبر على مشقات الطريق، والصبر على مفاجآت الحياة، والصبر على نوائبها وكدرها ومنغصاتها (ولنجزينَّ الذين صبروا).
- اللجوء إلى الله، والاستعاذة به من شر الشيطان، وحسان ذكره، والتركيز على تلاوة القرآن باعتبارها الزاد اليومي الضروري الذي لا يستغني عنه مؤمن أو مؤمنة.
هذه خطوات خمس عرَّفَتنا عليها هذه الآيات وضمنت لكل مَن حقَّقوها أن يعيشوا حياة طيبة سعيدة هانئة، فلنعمل على تنفيذها يومياً، ولننطلق بها نحو الحياة الطيبة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة