مختارنا الجديد لن يتحدث إليكم
كتب بواسطة د. أكرم حجازي - موقع المراقب
التاريخ:
فى : المقالات العامة
762 مشاهدة
وصل إلى السلطة من الباب العريض وخرج منها خلسة كاللص الطريد. ما من أحد أراده .. وما من أحد إلا أهانه .. مليار ونصف المليار مسلم فرحوا برحيله خاسئًا وحسيرًا وذليلاً رغم أنفه. تلك هي نهاية الطغاة والجبابرة والأكاسرة ممن تسلطوا على كل سكنة من سكنات الأمة ..
ثلاثون عامًا من القهر والظلم والاستبداد المتوحش له ولنظامه .. ثلاثون سنة من أوحش مسارات التاريخ ظلمًا وفداحةً وجورًا في حق الأمة والدين تجرّعها الشعب المصري والأمّتين العربية والإسلامية على يد عصابة منحطّة لم تعرف للأخلاق توصيفًا ولا للرحمة حضورًا ولا للعقل سبيلاً عليها ولا للكرامة مذاقًا ..
ثلاثون سنة مِن العمالة والخيانة والغطرسة والعجرفة وانتهاك كلّ حرمة وبيع الأمة وطحنها وردها إلى أراذل خلق البشر مكانةً .. ثلاثون سنة مثّلت رمزًا للاستبداد وموضوعًا له في كل بلد عربي ومدينة وقرية وشارع وحيّ ومنزل ومكان ..
ثلاثون عامًا من الخوف والقهر والكبت والبغي بلا رقيب أو حسيب زرعها طغاة لا دين لهم ولا خلاق إلا الوحشية بأبشع صورها، وكأنهم لا يتغذون أو تنمو لحومهم النتنة إلا على الدماء والرعب والنهب والسلب وشهوة السلطة والتسلط المنفلتة من أي عقال آدمي ..
ظن مبارك وعصابته ومن لفّ لفّهم: (أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ). وسبحان الله! مليار ونصف المليار مسلم، صغارًا وكبارًا، نساءً ورجالاً، أصحاء ومعاقين، عقلاء ومجانين كرهوا مبارك وبغضوه وشمتوا به وجرّعوه مرارة الخزي والذلّ هو وزوجته وأبناؤه وأحباؤه ونظامه .. مرارة طعمها أشد علقمًا مما أذاقه للأمة في سنوات زهوه الطاووسي.
مرارة وخزي سيلاحق هؤلاء هم وأحفادهم وسلالتهم القذرة في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة .. خزي ستمتلئ به بطون كل صحيفة وكتاب على مدار الزمن والتاريخ .. ولعنات ستصيب هذه العصابة جيلاً بعد جيل .. لعنات ستحملها معها لتقف أمام الواحد القهار في يوم تشخص فيه الأبصار .. لا تنفعهم فيه ملياراتهم المنهوبة ولا جاههم ولا أبناؤهم ولا حاشياتهم.
لا خوف بعد اليوم .. لا خوف .. هذه أول المشاعر المتفجرة من عميق المكبوت في النفس العربية بعد زوال حفنة من الطغاة وأرباب الطغيان .. نفس مكبوتة لم تجد من تُفضي إليه بسرّها إلا نفسها .. نفْس لطالما تملّقت الطغاة وجهدت في تجنب شرهم ومقتهم وظلمهم وبغيهم تجهر اليوم ملء الفم: لا خوف من طاغية ولا من أمريكا ولا من إسرائيل ولا من تهديداتهم ..
لا خوف بعد أن هدمت الأنفس جدران سجنها وكسرت أغلالها ..
لا خوف بعد أن انتصرت الأنفس على سجانيها وطحنت مرعبيها ومذليها ..
لا خوف بعد أن أثبتت الأمة هزيمة الولايات المتحدة ومرّغت أنفها بالتراب في مواطن النزال، وألحقت بأدواتها المتوحشة عار الخزي والذل وأقعدتهم مقاعد العجز ..
لا خوف بعد أن انتزعت الأمة حريتها دون مساعدة من أحد أو منِّ أو فضل من هذا وذاك من جبابرة العصر وكَذَبَتهم ...
لا خوف وقد صار نزع الطغاة مدرسة لمن أراد أن يتعلم كيف تنتزع الشعوب المقهورة من كل حدب وصوب حقها بيدها دون عون إلا من خالقها وحده ..
لا خوف ...
كذب أوباما .. وكذب ساركوزي .. وكذبت الصين .. وكذب الروس .. وكذب البريطانيون .. وكذب حلفاؤهم وزبانيتهم وأدواتهم .. وكذب الطغاة والمنافقون من العرب والمسلمين .. وكذبت أنجيلا ميركيل لما قالت: «كلنا شهود على تحول تاريخي» .. كان عليها أن تقول: «كنا تاريخيا، وما زلنا، أعظم طغاة العصر بحق البشرية كلها».
اليوم يسقط مبارك ويهتزّ العالم وتستمر الدورة التاريخية .. ولن يوقفها أحد من خلق الله .. لن يوقفها أحد .. فقد سقط حجران .. صنمان .. بلطجيان .. فاشيان .. مجرمان .. وغدا سيسقط غيرهم .. فما زالت الأمة في أول طريق.. ولا خوف، بإذن الله، على الثورتين المصرية والتونسية ..
بالأمس قالوا لنا: «مختارنا الجديد يتحدث إليكم» .. واليوم انتهى عصر المخاتير.. فالثورة مستمرة.. والطوفان قادم ليجرف، بعون الله، الظالمين بظلمهم وكل ظلم ينبت.. ويعيد تركيب الشخصية والعقل.. وينظف البيت العتيق من الدنس.. ويعيد الحق لأهله.. وينتصر للذين ظُلموا.
فهنيئًا لتونس وأهلها ..
هنيئًا لمصر وتضحياتها ..
هنيئًا لأهل من نحسبهم عند الله من الشهداء ..
هنيئًا للمرابطين الساهرين على ثغور الأمة ..
هنيئًا للصابرين الذين صبروا ولاح أمامهم فجر العزة ..
هنيئًا للمعتقلين والسجناء الذين طال عليهم الأمد وآن الأوان لكسر القيد عنهم ..
هنيئًا لأهل العزم والمدد ..
هنيئًا لقلوب سكنها الخوف والهلع وهي تتنفس رحمة الله في خلقه ..
هنيئًا لكل من تجرّع القهر والظلم والعدوان وقاوم الظلم وصبر صبْر الجبال ..
هنيئًا لكل حُرّ وشريف لم يفرّط في حق أو مبدأ أو دين ..
هنيئا لكل الأيدي التي حافظت على طهارتها وهي تتذوق اليوم الطعم اللذيذ للكرامة والحرية ..
هنيئًا وهنيئًا ... وليكن نشيد هؤلاء الأبرار أمة الإسلام بشرى:
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
وبإذن الله تأتي وثبة تتلوه نصرًا وثبة عظمى لجيل يملأ الأكوان ذكرًا
يقرأ القرآن دوما خاشعا سرًا وجهرًا
يحمل الدين شعارًا ما على بالدين قدرًا
فحباه الله توفيقًا و تسديدًا و أجرًا
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
رغم طوفان المآسي شقّ في الطوفان مجرى
أسرج العزم جوادًا صائلاً يمنى و يسرى
صائلاً يسبوه لحم النصر في الأسماع سحرًا
صائلاً يسبوه لحن النصر في الأسماع سحرًا
و العدى ترنوا إليه تغتلي حقدًا و قهرًا
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
أمة الإسلام سيري و اشمخي عزًا و فخرًا
واكسري قيد التراخي و الخنوع اليوم كسرًا
وانشري الدين ضياءً وانثري الأخلاق عطرًا
وانشري الدين ضياءً وانثري الأخلاق عطرًا
فإذا أُعطيت نصرًا فاسجدي لله شكرا
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرًا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى
أما العملاء والخونة فتعسًا لهم
وتعسا لكل المخذّلين والمرجفين والجبناء والمتواطئين ..
تعسًا لكل الانتهازيين والمتسلقين على أكتاف الأحرار وتضحياتهم ..
تعسًا لكل الملتلونين المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
تعسًا لكل من تلوثت يده بدم طاهر ..
تعسًا لكل من نبت لحمه من السُّحت ..
تعسًا لكل من باع دينه بدنيا منحطة لا كرامة فيها إلا للئيم وآثم ..
تعسًا لكل من برر للظلم والقهر وروّج له طوعًا أو جبنًا ..
تعسًا لك من تقاعس عن نصرة الحق وأهله ..
تعسًا لكل من جادل بغير حق ..
تعسًا لكل من حارب اللهَ ورسولَه والمؤمنين ..
تعسًا لكل مَن وَالَى الطواغيت والأمريكيين واليهود وشرب معهم كأس الخيانة وقهقه ملء شدقيه ..
تعسًا لكل القتلة والفجرة من بني جلدتنا قبل عدونا ..
تعسًا لك من تفاخر بالظلم والكذب والفجور ونهل مِن مَعين القيم والأخلاق المنحطة لتشربها نفسه المريضة ويفرغها بأهله ..
تعسًا وتعسًا ...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة