ثورة المزاج
لا أحد ينكر الجانب العاطفي لدى الإنسان ولا أحد ينكر حقه في نوع من الرفاهية الشعورية، بل إن هذا مطلوب بوصفه جزءاً من استقرار الإنسان وتوازنه العام، لكن المشكل هو التركيز المبالغ فيه على صناعة المزاج ومشاعر المتعة واللذة، حيث إن من الواضح أن تيار ( المتعة) صار جارفاً، وقادراً على إحداث تغييرات كبيرة في حياة كثير من الناس .
وقد صار الذين يوفرون المتعة المشروعة وغير المشروعة نجوماً يراقة، تعلقت بهم الأفئدة والأبصار، وصار الذين يقدمون العلم والمعرفة والخبرة والنصيحة والفكرة المبدعة والإنجاز الحضاري..... صار هؤلاء في الظل، لا يعرفهم سوى أعداد محدودة من الناس .
من الواضح أيها الكرام والكريمات أنه حين ينشر على الإنترنت خبر عن إحدى الفنانات المشهورات فإن قراء ذلك الخبر يصلون إلى الملايين وحين ينشر خبر عن عالم عظيم فإن قراءه يعدون بالآلاف. لماذا هذا؟
لأن شريحة واسعة من الفتيان والشباب والكبار مشغولون بالمتعة وبمن يوفر المتعة. أما التقدم العلمي والفكري والحضاري، فإنه لا يشغل بال سوى شريحة ضيقة من أبناء الأمة، ومن الطبيعي حينئذ أن لا ينشغلوا بصناع ذلك التقدم .
الاستسلام للمتعة والشهوة والهوى والغريزة أسهم في زيادة حالات الطلاق، والزواج العرفي كما أسهم في زيادة حالات الخيانة الزوجية وجريمة شرب الخمر وإدمان المخدرات وكسب المال بطرق غير مشروعة ......
الآن كيف نصلح هذا الخلل الكبير الذي أصاب الشخصية الإسلامية في العمق؟ !!
في اعتقادي أن كل واحد من أهل الدين والغيرة والوعي مطالب بعمل شيء مـا :
- التركيز على نشر ثقافة العقل والفكر والعلم والإبداع والدعوة .
- التركيز على ثقافة التعبد والتطوع ومجاهدة النفس في ذات الله.
- تعريف الناس على علمائهم ومفكريهم ودعاتهم وكل النماذج العظيمة فيهم.
- توعية الأسر على الدور المحوري الذي ينبغي أن تقوم به في تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة.
- على الإعلام الإسلامي أن يركز على هذه القضية وأن يخرجها إلى سطح الوعي.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة