الأوقاف وأخواتها في لبنان
قبل أسابيع تلقيت دعوة كريمة لزيارة لبنان من جمعية (الاتحاد الإسلامي) في بيروت، كانت الدعوة بمناسبة مرور عام كامل على انطلاق مشروع بناء صرح حضاري إسلامي تعليمي كبير تقوم عليه جمعية (الاتحاد الإسلامي) التي تعمل بجدّ وصمت من أجل التوعية الإسلامية ليس في بيروت وحدها، ولكن في أنحاء لبنان من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله إلى بقاعه، ومناطق الهرمل وغيرها .
وعلاقتي بهذه الجمعية طويلة ممتدة، تقترب من تاريخ تأسيسها عام 1993 حيث قدَّمَت الكثير ولاتزال بمزيد من الحماس والعطاء .
وتسنى لي من خلال زيارتي لهذا الصرح العلمي "المدرسة الدولية (آفاق)" في منطقة عرمون السكنية التي تقع جنوب العاصمة بيروت وتشهد كثافة سكانية عالية، وفي ظل وجود مشاريع مشابهة صغيرة ومتواضعة يأتي هذا المشروع ليسد فراغاً علمياً ومنهجياً ومتكاملاً يدمج المضامين القيمية من أصالتنا ويواكب آخر المناهج العلمية المعاصرة على أحدث طراز من الهندسة المتكاملة، والخدمات الراقية .
وكم سرني في الحفل الكبير بمناسبة مرور سنة على بدء بناء هذا المشروع العلمي وجود رجال أعمال خليجيين بجوار رجال الأعمال اللبنانيين يساهمون في دعم الصرح العلمي الجديد، وكان أبرزهم المحسن القطري عبدالله إسماعيل العمادي أبرز الداعمين وكان يتوسط الجلوس بين شخصيات لبنانية مرموقة .
المشروع ضخم وبعد أن شاهدنا حقاً عرضاً مرئياً لمراحل تنفيذه وآليات البناء وما سيكون عليه حال انجازه والخدمات التي سيقدمها للطلاب وللمنطقة .
المدرسة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وتستوعب أكثر من ألف طالب وطالبة من فُصول منفصلة، من الروضة حتى الثانوية وتتألف من ثلاثة مبان، أربعة أدوار علوية، ودوران سفليان الى آخر المرافق اللازمة والناس في توق وعجلة وعطش لمشاهدة المدرسة وهي تفتح أبوابها لأبنائها وبناتهم وبعد اطلاعي على دراسة المشروع اتضح لي أن الكلفة الاجمالية لبناء المدرسة تبلغ حالياً - بعد الارتفاع الكبير لأسعار مواد البناء - ستة ملايين دولار، باستثناء قيمة الأرض المدفوعة بالكامل والتي أصبحت ملكاً للجمعية، وتم تحويلها إلى وقف إسلامي .
ومن فضل الله تم حتى الآن انجاز جزء كبير من المشروع حيث تم بناء كامل الأساس، والانتهاء من الدورين السفليين وبدأت مرحلة بناء الادوار العلوية، وعلمت من الإخوة في الجمعية أنه تم تأمين نصف المبلغ المطلوب من المتبرعين وما يثلج الصدر أن جزءاً لا بأس به من هذا المبلغ كان من مساهمات كويتية، وعلى رأسها بيت التمويل الكويتي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعدد من التجار المحسنين .
ومن منطلق معرفتي بالجمعية والقائمين عليها ومشاركتي في نشاطاتها وتقديري بأهمية معرفة سلم الأولويات بالعمل الخيري حيث يأتي التعليم في المقدمة لا سيما في أوضاع لبناء المعرفة فإنني أتمنى على المؤسسات الخيرية الكبرى كالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والأمانة العامة للأوقاف وغيرهما من أخوات وزارة الأوقاف أن يولوا هذا المشروع المُبهِر والهادف والضروري أهميةً كبرى في الدعم ونحن في شهر الخير ولمن أراد ايضاً وضع صدقة جارية في علم ينتفع به وينفع المسلمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن