حول خطبة "البوطي" الأخيرة
دخل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ميدان مهاجمة العلماء الربانيين أُولي الأبصار، الذين رفعوا صوتهم عالياً، منكرين الزيارات المشبوهة التي يتم ترتيبها بطريقة مشبوهة، والتي يقوم فيها «شيوخ» رسميون بزيارات سياسية ودينية للمسجد الأقصى، بإذن وموافقة من اليهود المحتلين، وبحراسة أمنية يهودية .
وقد تمت زيارات مشبوهة بترتيب من السلطات الأردنية، وتنسيق مع السلطة الفلسطينية الحاكمة في رام الله، وموافقة وحماية يهودية مباشرة، ولا أدري ما مصلحة الأردن من هذه الزيارات المشبوهة، ولماذا يرضى مسؤولون فيه أن يجعلوه «عرّاباً» يحقق اليهود من خلاله أهدافهم من الحصول على التطبيع الشعبي بقيادة دينية من الشيوخ الرسميين، بعدما حصلوا على التطبيع الرسمي العلني والخفي من العرب الرسميين !!
لقد بدأت الزيارات المشبوهة بالحبيب الجفري الذي سنّ هذه السنّة السيئة، وبعد أسبوعين توجه إلى الأقصى مفتي مصر الأكبر الدكتور علي جمعة، وفي جعبة «الحواة» ألاعيب أخرى، حيث سيُرسلون شيوخاً رسميين آخرين ..
وقد أنكر هذا المنكر فضيلة العلامة المجاهد الدكتور يوسف القرضاوي، كما أنكره علماء ربانيون كثيرون في مصر والأردن وفلسطين وغيرها، كمجمع البحوث الإسلامية، وهيئة علماء فلسطين، والإخوان المسلمون في مصر وفي الأردن، والعالم المجاهد الشيخ رائد صلاح.. وغيرهم كثيرون. كما أنكر هذه الزيارات الدينية الرسمية المشبوهة التي أشرف مسؤولون في الأردن على ترتيبها؛ الجماهير الإسلامية الثابتة على الحق في مختلف المدن العربية، ولم يؤيد هذه الزيارات إلا أناس قلائل، التبس الأمر عليهم، وغشيت أبصارهم غشاوة حوله ..
وقبل يومين دخل الشيخ البوطي في دمشق ميدان مهاجمة الجمّ الغفير من العلماء الربانيين المجاهدين، والجماهير الغفيرة من الرافضين لهذه الزيارات .
وأصبحت مواقف «البوطي» المشبوهة معروفة لكل الناس، منذ اندلاع الثورة المباركة في سوريا، حيث آثر الشيخ أن «ينحاز» إلى الظالمين المجرمين، سفّاكي الدماء، وسارقي الأموال، ومنتهكي الأعراض، من الحاكمين في الشام وشبيحتهم، ودعا هؤلاء إلى زيادة بطشهم بالشعب السوري الأعزل المظلوم، وأصم الشيخ أذنيه عن صرخات استغاثة المضطهدين المظلومين، وأغمض عينيه عن مناظر المذابح والدماء والدمار، التي حركت الجماد، ولم تحرك الشيخ !!
وجّه الشيخ البوطي هجومه العنيف واتهامه الخطير ضد العلماء الذين أفتوا بحرمة زيارة الأقصى بإذن يهودي وحماية يهودية !
وبين يدي تقرير نشرته وكالة «قدس برس» عن بعض ما قاله الشيخ على منبر الجمعة قال الشيخ: «الفتوى بمنع زيارة الأقصى يقف خلفها الفكر الصهيوني، الذي يستهدف المقاومة.. وكان المسلمون يزورون الأقصى وهو تحت الاحتلال الصليبي..». وقال: «يا عجباً من أين انبثقت هذه الفتوى العجيبة الغريبة..» واتهم الشيخ العلماء الذين أصدروا هذه الفتوى بالعمالة لليهود والجلوس معهم، وقال على منبر الجمعة: «الذين يروّجون هذا الفكر ويتبنّونه إذا بهم يغدون ويروحون مع القوى التي احتلّت فلسطين والأقصى، ومجالستهم على موائد مستديرة، معروفة موثقة مصورة، ثم بعد ذلك يقولون: لا ينبغي لنا أن نزور الأقصى لأن فيه اعترافاً بأحقية الاحتلال، فكيف نوفّق بين هذا الإخاء الغريب العجيب بينهم وبين العدو الإسرائيلي، وبين هذه الفتوى العجيبة الغريبة؟ ! "
هكذا إذن! وهذا ما يراه الشيخ البوطي، ذو المواقف المعروفة للجميع!! وهذا ما قاله في خطبة الجمعة في المسجد الأموي يوم الجمعة الماضي في 20/4/2012 .
الفكر الصهيوني هو الذي يوجه الشيخ القرضاوي والشيخ رائد صلاح، والشيخ صفوت حجازي والشيخ همام سعيد وغيرهم!! وهؤلاء العلماء أصدروا فتواهم العجيبة الغريبة بحرمة زيارة الأقصى بموافقة وحماية يهودية خدمة لليهود في احتلالهم فلسطين والأقصى، وضد أهل القدس المرابطين حول الأقصى !!
وعند البوطي من العلم ما ليس عند الآخرين، ولذلك تمكن من الربط بين هؤلاء العلماء وبين اليهود، وعنده من أدوات التصوير والتوثيق ما ليس عند الآخرين، ولذلك تمكّن من توثيق وتصوير هؤلاء العلماء المفتين بمنع تلك الزيارة، وهم يجلسون على موائد مستديرة مع اليهود المحتلين فلسطين والأقصى، ورآهم وهم يعيشون الإخاء الغريب العجيب بينهم وبين العدو الإسرائيلي، وقد انبرى الشيخ إلى فضح ذلك الإخاء، ونشر تلك الصور الموثقة من على منبر المسجد الأموي !!
إلى هذا المستوى من الانحدار وصلت خطب الجمعة التي تلقى في سوريا الممتحنة، وهذا هو موضوع الخطبة الأولى في البلاد، التي يلقيها الخطيب الأول، المعتمد عند نظام الأسد الذي أجمع العالم على إدانته؛ إلا سماحة الشيخ الخطيب!!
وأختم كلمتي بالدعاء إلى الله أن لا يردَّني إلى أرذل العمر، وأقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك! وأتذكر قول الله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين..).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن