جسد واحد!
التاريخ:
فى : المقالات العامة
758 مشاهدة
أننتظر أن تخرج ساعة من نظام دوران الزمن؟ أم أن تتغير جغرافية الأرض وطبيعتها مع تقلب المحن؟!
حتما نحن لا نحتاج إلى توقف الزمن ولا نحتاج إلى تبدل جغرافية الأرض... ولسنا بحاجة إلى خوارق العادات... أو تغيير موجات القنوات!
نحن نحتاج إلى تبدل الأعمال وتبدل الأقوال وصلابة مواقف الرجال...
فلا قيمة لحياتنا إن لم تُحيِها أعمال خالدات لترافق أرواحنا إلى الحياة الحقيقية، فنحيا بحقيقة الحياة، نحيا لنعمرالأرض بتكاتف، بتضامن كالجسد الواحد!
وصل بنا المسير أمام معرض من المشاهد وهي تودع أحلامها المتناثرة في الفضاء...
ليرثي الزمن الآلام الموزعة على الهياكل الإنسانية الملقاة على أسرة المشفى... أوتراه سيشفى الجسد بعدما كلمت الروح وضاعت بسمات الأنام؟! وخلفتها في سجون الاعدام؟
هنا في هذا المكان تلخصت أحداث العام المنصرم من الأحزان... هنا تبصر الحقيقة عينها، وتسمع الأنات زفيرها، وتشتم عبق الحياة المترهلة عند آخر معاقلها...
صحيح أن من رأى ليس كمن سمع، ولكن رُبّ قارئ أكثر إِدراكاً من معاين...
زهرة كانت... بل كانت باقة من الزهور المسماة أملا واشراقة وسلاما...هكذا كانت قبل أن يصلها سيف الغدر والظلم ليبتر أطرافها ويقعدها في سرير ينتفض آلاما... أمّا ما بقي منها فهو قلب خافق بحب الله وابتسامة انحسرت عن جسر من الأحزان... هاهي قد أضحت الوحدة أنيسها بعدما أمست في الدنيا وحيدة...
وهنا الشباب بكل معانيه قد تجسد مشلولا بلا حراك... شباب الحب للحياة!
ما فيه غير أنفاس تلهج بذكر الله وتلاوة القرآن ... فانحصرت الحياة كلها في فكر محلق في ما لا حدود ولا آفاق...
أما الطفولة الميتمة فقد بكت دموعها حزنا عليها... وتوسّلت بها على مأساتها...
أَمِنَ من سلب أحلام الأطفال! ونام قريرالعين... حوّل نجوم ليلهم إلى قنابل متفجرة فوق رؤوسهم، فصاروا إذا أقبل السواد يغشاهم الفزع ويتمثلون أمامهم صور انكسارات كل أشكال الجمال فصارت أيامهم قبورا متنقّلة؟! أجسادهم مدنفة!
مسلسلات وحلقات متتالية والمخرج لم يجد لمأساتها بعد مخرجا؟! وما زالت العقدة في أوجّها؟! فهل أضاع مؤلّف الرواية نسخته الأصليّة؟! أم تلاعبت به الأيادي الغربية؟ أم هي المؤامرات الدولية؟!
سواء كان هذا أم ذاك فالمهم أن تسأل روحك وفكرك:
أولسنا جسدا واحدا؟! فربنا واحد... ونبينا واحد... وكتابنا واحد! فأين حق الجسد علينا من مداواته ومواساته ومناصرته؟!
إذا ماذا ننتظر بعد؟! أن تبتر أعضاؤنا واحدا تلوالآخر؟! فقد بدأ العدو بالأطراف وما زال سيف الغاشم مسلولا... شلت أياديهم بما كسبوا!
فيا أخي ويا أختي:
لا مالك ولا جاهك ولا سلطانك ولا منصبك ولا مرتبة علمك ، سواء كانت متفرقة أم مجتمعة... لن تكون لك، ولا شيء منها إن سلبت من صاحبها الأمن والاستقرار!
أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وهو وهي ... جميع الضمائر الإنسانية التي ما زالت تنبض بأريج الخير والبذل والعطاء تقع عليها ثقل مسؤولية الحفاظ على الجسد الواحد... مستعينين بالله الواحد!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن