الخلفية الدينية لإرهاب اليهود وإفسادهم
مكايد اليهود ومجازرهم الظاهرة والخفية تكاد لا تحصد ولا تحصر ومنها ما اطّلع عليه الناس ومنها ما لم يطّلعوا عليه. ولكي نفهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء تلك المجازر والمكايد يجب علينا أن نطلع على العقيدة المحرِكة التي يتمسك بها ويعمل بموجبها ذلك الشعب.
فمن منطلق تلك العقيدة يعتبر اليهود أنفسهم شعب الله المختار وأنهم جبلة خاصة تمتاز على سائر أمم الأرض، وأن سائر الأمم بالنسبة إليهم بمنزلة البهائم التي ينبغي أن تكون مسخّرة لهم. فالأمم غير اليهودية عندهم بهائم وأنجاس وكفرة، وهم يعتقدون أن الله منحهم الصورة البشرية على سبيل الاستحقاق الذاتي والتكريم لهم. أما سائر الأمم غير اليهودية فقد خلقوا من طينة أخرى حيوانية ونفوسهم نجسة شيطانية، وأن الله خلقهم ليخدموا اليهود ومنحهم الصورة البشرية لا على سبيل الاستحقاق الذاتي، ولكن ليأنس بذلك أسيادهم ويسهل عليهم تسخيرهم إذ بغير هذا التشابه الصُوري لا يسهل التفاهم بين السادة المختارين، والعبيد المحتقرين، لذلك فهم بحسب عقيدتهم أصلاء في الإنسانية، وأطهار بحكم عنصرهم المستمد من عنصر الله- كما يزعمون-. وأما غير اليهود فهم حيوانات وأنجاس في أصل عنصرهم، بشرٌ في صورتهم. ولو نظرنا في "التلمود" الذي يعتبره اليهود من قديم الزمان كتاباً منزَلاً مثل التوراة بل أعظم من التوراة!! لوجدنا تلك التعاليم واضحة جلية. فالتلمود يقول:"إن اليهودي أحب إلى الله من الملائكة. فالذي يصفع اليهودي كمن صفع العناية الإلهية سواء بسواء"(*).
ويقول التلمود أيضاً:"اليهودي من جوهر الله كما أ، الولد من جوهر أبيه". وفي التلمود أنه:"لولا اليهود لامتنعت البركة عن الأرض وانقطع المطر وانحجبت الشمس لذلك لا تستطيع شعوب الأرض الحياة بدون الإسرائيليين"(*).
وأقبح ما ذكر في التلمود:"إن مدافن غير اليهود تثلج صدور أبناء إسرائيل لأن اليهود وحدهم هم بشر أما الشعوب الأخرى فليست سوى أنواع مختلفة من الحيوانات" كما جاء في التلمود:"إن غير اليهود ليسوا كلاباً فحسب بل حميراً أيضاً" ويقول ابربانل:"الشعب المختار وحده يستحق الحياة الأبدية، أما الشعوب الباقية فمماثلة للحمير"(*).
ومن حيث إن اليهود يعتبرون أنفسهم مساوين للعزة الإلهية، فإنّ الدنيا بما فيها يعتقدون أنها ملكٌ لهم، ولهم عليها حق التسلط، كما أن قتل غير اليهودي لا يعدّ جريمة عندهم بل فعلٌ يرضي الله!!
فلقد جاء في كتاب (بوليسيك) "إن لحم الأميين- أي غير اليهود- لحم حمير، ونطفتهم نطفة حيوانات غير ناطقة!! أما اليهود فإنهم تطهروا على طور سيناء والأجانب تلازمهم النجاسة لثالث درجة من نسلهم ولذلك أمرنا بإهلاك من كان غير يهودي!!"(**).
ويقول التلمود في هذا الشأن:"اقتل الصالح من غير الإسرائيليين ومحرمٌ على اليهودي أن ينجِي أحداً من باقي الأمم من الهلاك، أن يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين"(**).
وفي التلمود:"إنه جائز قتل كل من ينكر وجود الله. وإذا نظر أحد اليهود كافراً في حفرة فعليه أن لا يخرجه منها، حتى لو وجد فيها سلّماً يمكِن الكافر أن يخرج بواسطته منها وجب على اليهودي نزعه محتجّاً بأنه أخرجه حتى لا ينزل عليه قطيعه، وإذا وجد حجراً بجانب الحفرة وجب عليه وضعه عليها، ويقول إني أضع هذا الحجر ليمر عليه قطيعي"(**).
ويعلِق على هذه الطبيعة المتوحِشة والنزعة الإفسادية المفكِر الأستاذ عبد الرحمن حبنّكة في كتابه القيّم "مكايد يهودية عبر التاريخ" فيقول:"هكذا يعتقد اليهود!! لذلك فلا حرج على اليهودي مع هذه العقيدة المفتراة على الله أن يستحلّ السرقة، والكذب، والخداع، والظلم والغشّ والربا، والقتل وهتك العرض، وكل وسيلة قبيحة خبيثة في معاملة الأمم غير اليهودية".
كيف لايفعلون ذلك وهم يعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه، أما الأمم الأخرى فهم أعداء الله، وبما أنهم أعداء الله فإن الله لا يعاقب أبناءه وأحبّاءه على الجرائم التي يرتكبونها في معاملة أعدائه من الأمم مهما كان شأنها، بل يسجلها لهم في صحائف قرباتهم وحسناتهم ويثيبهم عليها، ولا يرضى منهم إلا بها، ولا يعفيهم منها إلا إذا كانوا مكرهين أو مضطرين.
هذه بعض معتقدات اليهود بما تنطوي عليه من وحشية واحتقار للإنسانية، لذا علينا أن نضع نصب أعيننا أن هذه التعاليم الفاسدة ليست مجرّد حروف ميّتة بل إنّ الصهاينة قد طبّقوها وما زالوا يطبقونها بحذافيرها على جميع الأجانب عنهم وفي كل عصر ومصر. فتاريخ هذه الأمة عريق بالمكايد والمجازر والمذابح ابتداء من قتلهم لأنبياء الله المرسلين وكيدهم لعيسى عليه السلام وعداوتهم لنبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مروراً بمذبحة دير ياسين ومذبحة مخيّمي صبرا وشاتيلا ومذبحة المسجد الإبراهيمي وليس آخراً مجزرة قانا، وغنيّ عن الذكر مكايدهم في نشر الإلحاد بين الأمم ومحاربة الأديان، وحملات الغزو العسكري ومكايد السيطرة على الصحافة ودور النشر ووسائل الإعلام، وإفسادهم في ميادين الثقافات العامة والفنون والملاهي والتمثيل ودور الدعارة وأشباهها وإفسادهم في ميادين العلاقات والروابط الاجتماعية ومكايدهم للسيطرة على المال وإفقار الشعوب فضلاً عن مكايدهم في ميادين السياسة...
ولو أردنا ذكر ملف الهمجية الصهيونية في هذا القرن فقط لما كفتنا عشرات المجلدات الضخمة، فإن ضحايا الوحشية الصهيونية يبلغون الآلاف. نعم عشرات آلاف القتلى والجرحى والمشوّهين والمفقودين والمخطوفين والمعتقلين من المدنيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً وعجائز ومقعدين وشيوخاً وعلماء وإعلاميين(***).
ولا بد من الوقوف على أهم صفة من الصفات المتأصلة في اليهود والمتوارثة في أجيالهم المتلاحقة وذلك أنهم لا عهد لهم ولا ذمة فهم يعطون العهود والمواثيق ثم ينقضونها، فلقد نقضوا عهد الله وميثاقه، وكانوا ينقضون عهودهم ومواثيقهم مع أنبياء الله ورسله، وينقضون عهودهم ومواثيقهم مع كل من يعاهدونه من الناس كلما ظنوا أن نقض العهد والميثاق هو من مصلحتهم وأنهم لا يتعرضون بذلك إلى عقاب إنساني. فهم لا يخشون عقاب الله ولا يؤمنون بالقيم الأخلاقية مطلقاً فالأخلاق عندهم كل ما يحقق لهم أهواءهم وشهواتهم ومصالحهم الدنيوية، ولو كان في ذلك تحطيم لكل مبادئ الأخلاق الفاضلة فسبحان الذي نبّهنا إلى أمرهم وحذّرنا منهم في قوله تعالى ﴿الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون﴾.
هوامش
(*) همجيّة التعاليم الصهيونية لبولس حنّا سعد.
(**) "الكنز المرصود في قواعد التلمود"- ترجمة الدكتور يوسف نصر الله.
(***) يستحسن الاطلاع على المقالة المهمة التي كتبها بالإنكليزية الكاتب الفلسطيني اليساري أنيس الصايغ عن الإرهاب الصهيوني خلال ستين عاماً (من عام 1936 إلى 1996) ونشرتها جريدة السفير في عددها 7364 (الصادر في 17/4/1996)، وعلى كتاب "من هم الإرهابيون؟ حقائق عن الإرهاب الصهيوني" نشر مؤسسة الدراسات الفلسطينية .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن