نظرتنا للحياة بين الطمأنينة والخوف
يعيش الإنسان ضمن أطر إيمانية وفكرية ونفسية يقوم على أساسها بالنظر لحياته والحكم على مجرياتها وقبولها والرضا بها أو رفضها ومقاومتها.
وتنبع راحة المؤمن وقوته من إيمانه بقضاء الله وقدره، ويقينه أنّ الضرّ والنفع بيد الله، فلا مدير يقف أمام رزقه وترقيته ولا حاسد ولا حاقد يضر أو ينفع؟ إلا بأمره، لو تمثّلنا هذا المفهوم حقيقة لرُزقنا راحة البال والرضا بالحال وعدم الخوف من المستقبل ويغدو لا شيء محال.
"يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء، لم يضرّوك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام ورفعت الصحف".
فمثلا لو من تأخّر رزقه عنه لو شغل قلبه بالرضا ولسانه بالاستغفار لفتح الله رزقه وفرّج كربه مصداقاً لقول الله تعالى في فضل الاستغفار: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) نوح/10-12.
فما أهنأك أيها المؤمن وما أشقاك أيها البعيد عن درب الإيمان والهداية، ما أتعسك... يا من وكّلت أمرك لنفسك وخفت من كل صاحب قوة ونفوذ وقلقت من المستقبل ولهثت وراء سراب الدنيا... ما أشقاك ما أتعسك.
عُـد لدرب العبودية للواحد الأحد وتحرّر من كل مخاوفك وظنونك، كُنْ مسلماً لله قلباً وقالباً، استشرع رعاية الله ومعيته وسلّمه أمرك ولن تخيب، لك ربّ يدبر الأمر كله فلا تحمّل نفسك مالا طاقة لها بها.
يريد المرء أن يُـعـطى منـاه ................. ويـأبـى الله إلا مــا أرادا
قـولُ المرء فـائـدتـي ومالـي ................. وتقوى الله أفضل ما استفادا
ولـرُبّ نازلةٍ يضيق لها الفتى ................. ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ................. فرجت وكنت أظنها لا تفرج
الإمام الشافعي
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن