الطريق الدامي إلى جنيف
لما كنت شاباً صغيراً كنت أتابع حلقات المصارعة الحرة باهتمام، وذلك قبل أن يفسدها الأميركيون بما يسمونه "مصارعة" وهو أقرب إلى التمثيل السخيف. كان المصارع يسعى إلى حمل خصمه على الاستسلام، فلا يزال يخبِطه ويلبِطه ويقفز فوقه ويشد جذعه إلى الوراء ويضغط رقبته إلى الأسفل ويمسكه مسكات قاسية مؤلمة حتى يستسلم.
هذا ما يصنعه العالم كله بالثورة السورية اليوم.
اتفق الشرق والغرب، "أعداء" الشعب السوري و"أصدقاء" الشعب السوري (مع العلم بأن هذا التقسيم إلى أعداء وأصدقاء هو لأغراض مسرحية فولكلورية فقط)، اتفقوا على الدخول إلى حل المشكلة السورية من بوّابة جنيف التي توصل حتماً إلى الحل السياسي.
قالت المعارضة السياسية: لا نستطيع الذهاب إلى جنيف إلا بغطاء شعبي وموافقة من أهل الميدان. قال السوريون الأحرار في الميدان (ميدان الثورة الواسع، وليس أهلُ السلاح سوى جزء منه)، قالوا: لا تحلُموا بفرض حل سياسي مُجحف، ولن يُحسَم الصراع إلا بالبندقية والمدفع. قال النظام الدولي: دونك يا أسد، أبَحْنا لك أن تفعل بالسوريين ما تشاء حتى يركعوا ويخضعوا للرغبة الدولية.
وهكذا كان: وافقت المعارضة المزعومة (أي التي زعمت وزعموا أنها تمثل الثورةَ والثوار) وافقت على الذهاب إلى جنيف بشرط موافقة الشعب السوري الثائر، فلما رفض الشعب قرر النظامُ الدولي إرغامه باستعمال أسوأ أنواع العنف، ثم نفّذ نظامُ الاحتلال الأسدي الطائفي المجرم الخطةَ فأحرق مدن سوريا بالبراميل المتفجرة.
كلهم شركاء في الجريمة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة