أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
من يربحْه لا يخسر!
هو وسط.. فلا أفرَط ولا فرّط: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص: 77).
عادل.. أنصفَ الروح والعقل والجسد، كافأ المثيب وعاقب المذنب، أعطى كل ذي حق حقه، للرجل حقوق وللمرأة حقوق، وللأبناء والعمال والخدم: كلٌّ له حقوق.
رحيم.. بالإنسان والحيـوان والنبات وحتى الجماد: «...إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ...» رواه مسلم.
خَلوق.. وما أجمل مكافأة أصحاب الأخلاق! القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ مِنْ أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً» رواه الترمذي.
جميل.. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إنّ الله جميل يحب الجمال» رواه مسلم.
نظيف.. (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة: 222).
متواضع.. (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان: 18).
مربٍّ فاضل، هذبَنا وربّانا على الحياء والحشمة والحجاب والعفة،لا بل وسَدّ علينا المنافذ التي توصل إلى عكس ذلك فطلب منا غض البصر وحفظ السمع عن الرذيلة والفحش... وليس في كل الأديان والدساتير مثله في تعليم الآداب: عند الخروج والدخول والأكل والشرب والنوم ودخول الخلاء والسفر، وفي الصباح والمساء، وما يحفظنا من الشياطين والجن والعين والحسد..
نشيط مبادر.. علمنا المسؤولية وحب العمل والمبادرة: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (الواقعة: 10-11) لنكونَ فاعلين مؤثرين لا مفعولاً بهم مهزومين.
قوي شديد.. منتصر في كل المعارك القديمة، في بدرٍ وأُحُد والخندق وتبوك، على يد القائد البطل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي انتصر وسحق الكفار سحقاً في كل تلك المعارك.
مُهاب.. يخافه العدو ويحسب له ألف حساب، غضبته مزلزلة منصفة ترد الحق إلى أصحابه؛ فعندما غضب معاوية بن أبي سفيان غزا الروم بالسفن لأول مرة في تاريخ المسلمين، وعندما غضب المعتصم بالله فتح عمورية أهم معقل للبيزنطيين آنذاك، وعندما غضب صلاح الدين أقسم ألّا يبتسم حتى يعيد فلسطين للمسلمين.. وفعل!! وعندما غضب عبد الرحمن الغافقي وصل بجيش المسلمين إلى وسط باريس، وعندما غضب محمد الفاتح فتح مدينة القسطنطينية أكبر معقل للروم حينَها..
عزيز ذو كرامة.. هارون الرشيد المسلم العزيز يكتب لحاكِم روما عندما أراد الامتناع عن دفع الجزية: «بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى كلب الروم، لن تسمع ردّنا بل ستراه»، ويرسل جيشاً يجلب الحاكم تحت قدميه!
وامعتصماه! صرخة من امرأة مسلمة في الأسر، سخر منها الحاكم الرومي: وهل سيأتي المعتصم على جواد أبيض وأسود لينقذك؟! فما كان من المعتصم إلا أن توجه إليها بجند مع سبعين ألفاً من الخيل البيضاء والسوداء، وخلّصها من سجنها!
هل من شك في أنه إسلامنا؟! إسلامنا الذي يحتضن كل ما هو جميلٌ وراقٍ ومبدع ومنظَّم ومريح ومتَّزن..
إسلامنا الذي ما إن يعرفه الجاهل والكافر حق معرفته حتى يحبه ويعتنقه..
إسلامنا الذي له البريق الأجمل واللمعان الأنقى، بريق كل ما احتوى من الصفات والعادات والأخلاق والسنن..
إسلامٌ نبيُّه محمد صلى الله عليه وسلّم، وكتابه القرآن، ومعتنقوه لهُمُ الجنان..
فماذا يخسر من يربح الإسلام؟! وماذا يربح من يخسر الإسلام؟!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة