الحجاب... هُوّية وتميُّز ...في حوار مع الدكتورة فاتن خورشيد
ضيفتنا في سطور:
• الدكتــــورة فاتــن عبــد الرحمـــن فؤاد سليمان خورشيد.
• متزوجة ولها ثلاثة أبناء.
• المؤهلات العلمية:
- دكتوراه في علم بيولوجيا وهندسة الخلايا Cell Engineering ، من مركز هندسة الخلايا - جامعة جلاسجو (إسكتلندا - بريطانيا) في 2001م/1422هـ.
- ماجستير في علم الأحياء - أحياء الحيوان، من كلية العلوم - جامعة الملك عبد العزيز (جدة – السعودية)- في1989م/1409هـ.
- أستاذ مشارك (قسم الأحياء) في كلية العلوم - جامعة الملك عبد العزيز.
- مشرفة كرسي الزامل العلمي لأبحاث السرطان.
- رئيسة وحدة زرع الخلايا والأنسجة في مركز الملك فهد للبحوث الطبية.
- رئيسة لجنة الأبحاث النسائية في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة من 1425هـ إلى 1429هـ.
- عضو اللجنة الطبية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي (1425) هـ.
• براءات الاختراع المسجّلة:
في مكتب البراءات الخليجية، باسم (فصل وتصنيع الجزء الحيوي الفعّال والجزء الأكثر فعالية من أبوال الإبل الذي يحارب السرطان)، رقم 9962، بتاريخ 16/1/2008.
- في مكتب البراءات الأوروبية رقم 09162954.3، بتاريخ 17/6/2009م، تغطي 35 دولة.
- في مكتب البراءات الصينية رقم 200910168793.7، بتاريخ 3/9/2009.
• كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات العالمية والعربية، وألقت عدة محاضرات وأدارت ورش عمل، ولها مشاركات إعلامية مختلفة، بالإضافة إلى إنجازات بحثية عديدة وكتب ونشرات علمية.إن التميز بالعلم مع الاعتزاز بالهُوية الإسلامية لهو أوجع صفعة توجَّه لكل ناعق ومتطاول على الحجاب الذي لم يمنع المرأة المسلمة قديماً وحديثاً من أن تكون راوية حديث وفقيهة وعالِمة وأديبة ومجاهدة تحمل السيف وترمي بالقوس... ولا ينكر ذلك إلا جاهل بالحضارة الإسلامية، متغافل عن أسماء لنساء مسلمات لمََعْنَ في سماء الإسلام وتركن بصماتهن في مختلف العلوم.
والدكتورة فاتن خورشيد - في هذا الحوار الذي أجريناه معها- تؤكد على أنّ الحجاب والنقاب لم يكونا يوماً عائقاً أمام طلبها للعلم والتميّز فيه حتى تبوّأت مكاناً عالياً في ميدان البحث العلمي...
فإلى الحوار:
1. منبر الداعيات: ما أبرز التحديات التي قد تواجه الفتاة المسلمة أثناء مسيرتها العلمية على ضوء تجربتك؟
• انــــــتـــــشــــــار الفـــســــــــــاد الإداري والاجتمـــاعـــي، كثــرة البيــــروقراطية والعراقيل في مجتمعاتنا العربية، كثرة الفتن وتعدّد أوجهها وأسبابها؛ فتارة تكون عبر الإنترنت وتارة عبر وسائل الإعلام وتارة عبرالأسواق وحتى عبر العلاقات الاجتماعية مع الصديقات المقرّبات من الفتاة أو عبر الاختلاط في أماكن العمل، وكل ذلك يحتاج إلى تحصين جيد للفتاة وتوجيه وإرشاد شامل وعام يبدأ منذ سن مبكرة لتربية وازع ديني جيد قادر على صد الفتن ودرء الشبهات.
2. منبر الداعيات: هل يشكل الحجاب عائقاً أمام الإبداع والتفوق العلمي؟
• أبداً لا يشكِّل الحجاب أي عائق أمام الإبداع العلمي والتفوق بل على العكس هو يساعد على التفوق؛ حيث إنه يُسهم في تركيز الفتاة أو المرأة على وجه العموم على دراستها أو عملها، ويفرض ضابطاً ويضع حاجزاً جيداً في التعامل مع الرجال، ويساعد على تمييز المرأة بين الغثّ والسمين.
3. منبر الداعيات: ما الصورة التي يجب أن تكرسها الطالبة المحجبة في أذهان الآخرين؟ وكيف تواجه الطالبة المحجبة – لا سيما من تتابع دراستها في دول الغرب – تلك النظرة المستهجنة إليها من قِبَل بعض الأساتذة والزملاء والزميلات؟
• يجب على الطالبة المحجبة أن تعكس صورة إيجابية عن حجابها وتمسّكها بدينها، ولا يكون ذلك إلا بتفوقها دراسياً وعمليا وخُلُقياً، وينبغي عليها أن تعكس الوجه الحضاري المميز للدين الإسلامي كالتسامح مثلاً والانضباط في المواعيد والنظافة والالتزام بالأخلاقيات العامة التي يحب أن يراها المجتمع في شعوبه. والتزامها بالانضباط والتفوّق والخُلُق الرفيع سرعان ما يُغيِّر أي نظرة سيئة لها في وقت قصير لأن الغرب غالباً يكون عادلاً في تعاملاته مع الأشخاص بمجرد أنْ يُثبت الشخص جدارته واتِّزانه.
4. منبر الداعيات: ما السبيل الذي ينبغي للمرأة المسلمــة أن تنتهجـــه لإحـراز التفـوق والريـادة مــن جديد؟
• النظام وتنظيم وقت المرأة وإدارة الأولويات واهتمامها بالقراءة والاطلاع المفيد المثمر وابتعادها عن تمضية أوقاتها في أشياء ثانوية قد تضرّها ولا تفيدها... كل ذلك يساعد على تفوُّقها وإبداعها. بالإضافة إلى الصبر والمصابرة للوصول إلى الهدف المنشود.
5. منبر الداعيات: ما الذي ينقص الفتاة المسلمة اليوم حتى تكون مؤهلة لحمل شعلة الابتكار والتميُّز في حقول العلم والمعرفة وتستكمل المسيرة؟
• ينقصها التسلح بالعلم والإيمان والتمسّك الجيِّد بدينها ومبادئها وسَعة اطلاعها في مجال تخصّصها بالإضافة إلى المثابرة والجِدّ في طلب العلم. كما أنّ الانضباط والنظام وإتقان اللغة ومهارات الحاسوب هو مفتاح الزمن الحالي للتفوق.
6. منبر الداعيات: ما ردّك على كل من يحاول أن يطعن بالحجاب، وعلى كل من يوصم المحجبات بالتخلّف والرجعية وينعتهنّ بأبشع الصفات؟
• الحجاب عبادة تدلّ على درجة صلاح المرأه وتعبُّدها لله بالأعمال الصالحة، والالتـــــــــزام بالحجـــــاب الشرعي هو ما تؤمر به المرأة المسلمة سواء أكانت عالمة أم متعلّمة أم ربّــــــــــة أسرة، ولا أعتقد بأن ذلك صعب أو غريب. بل الغريب هو جرأة المسلمة على الله وعلى رجال المسلمين وغيرهم وعلى دينها وحجابها وظهورها بكامل زينتها، ثبتنا الله وإياكم على الحقّ، ومكّن المسلمين من إظهار الصورة المشرقة لهذا الدين الجميل الممتع. بالنسبة للضجة على الحجاب: المفروض أن المرأة المسلمة متعلمة أو غير ذلك لا تلتفت إليها، إذا التفتنا لها فذلك سيعيق استمرارنا، فيجب أن نستمرّ في رفع ديننا وبلدنا، ولا يضيرنا هذا النعيق. فنحن أمة رسالة، والرسالة واضحة وجلية وسامية وعلينا الاجتهاد في تطبيقها بالطريقة التي رسمها الله لنا وليس حسب أهوائنا الشخصية؛ فنأخذ من الدين ما نريد ونترك ما لا يعجبنا.
وأرى أن الالتزام بالحجاب هو فضل من الله عز وجل علينا، والحجاب يُعطي قدرة أكبر على العمل والعطاء بحرية أكثر، بعيداًَ عن العقول والقلوب المريضة، والحمد لله وجدتُ أن الحجاب يوفر لي احتراماً وقبولاً حينما أتعامل مع أي شخص سواء أكان ملتزماً بشرع الله أم لا، وحتى مع غير المسلم؛ فعملي هو الذي يقدمني للآخر.
7. منبر الداعيات: نصيحة في الله توجِّهينها إلى كل مسلمة؟
1- احتساب النية في كل عمل نؤديه؛ فإسلامنا هو الذي يميِّزنا عن سائر الناس لأننا سنؤجر في النهاية على أعمالنا؛ وحتى ولو لم تنجح يجب استحضار النيه لتكون لنا ذخراً.
2- ستواجهين أيتها المسلمة مشاكل وجبالاً من الصعاب لا حصر لها، لذا ضعي هدفاً حالياً وقتياً صغيراً تصليه بتخطي كل مشكلة أو هضبة من الصعاب، ثم هدفاً نهائياً كبيراً اسعَيْ للوصول إليه بعزم وتصميم مهما بلغت الحرب عليك وبرزت المعوّقات في طريقك... بالمثابرة ستصلين، ومن يصل متأخراً أفضل ممّن يتوقف في منتصف الطريق ولا يصل أبداً لنهايته.
اعلمي أنّ ما أسهم في تراجع أمتنا وتأخرها عدم إكمالنا الذي بدأناه للنهاية؛ فمهما كان صغيراً فهو سيجتمع في النهاية مع باقي الأعمال ليَسوقنا إلى الطليعة.
4- النظام وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات من أهم أسباب الوصول إلى الأهداف المنشودة.
5- اتركي أثراً طيباً في أي مكان تمرّي به ليقال مرّت من هنا فلانة؛ فالبصمة تبقى وتُسهم في تغيير الصورة السيئة أو النمطية المرسومة عنا وعن أجيالنا وشبابنا والمسلين عموماً.
6- مهم جداً أن تكوني متأكدة أنك ستصلين بإذن الله إلى هدفك فاسعَي لذلك.
في الختام نشكر الدكتورة الفاضلة فاتن خورشيد على هذا اللقاء الماتع الذي خصتنا به، ونؤكد على أنّ الشخصية الحقيقية للمرأة المسلمة تبرز حين تحافظ على إسلامها قلباً وقالباً... روحاً ومنهجاً وسلوكاً مع التميز في مجالات العلم والمعرفة، على أن يتم ذلك في حدود الضوابط الشرعية التي أمرنا الشرع بالالتزام بها التي من شأنها أن تضمن صيانة المرأة المسلمة مما يخدش عقيدتها وآدابها الإسلاميةl
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن