زمن الإسلاميين!
أُف... استبشرنا بالثورات خيراً فإذا بها تأتينا بالظلاميين! فكيف سمح الثائرون بذلك؟ ألم نكتو بنيران الأنظمة الشمولية عقوداً؟ مَن يظن أن الإسلاميين سيكونون أقل «دكتاتورية» و«شمولية» ممن سبقهم فهو مخطئ!
فهم يظنون أن الله جعلهم أوصياء على عباده؛ ولذلك يحتكرون الحق والصواب...
ألن يخلطوا الدين بالسياسة، ويُعطوا لكل شيء تفسيراته الدينية؟
ألن يمنعوا النساء من ارتداء ما يحلو لهن في الطرقات وعلى الشواطئ؟
ألن يصادروا حرية الرأي والتعبير وكل ما يخالف قناعاتهم الفكرية؟
ألن يضعوا «الفيتو» على الأفلام السينيمائية وكذلك على الإعلام بوسائله كافة؟
***
في كل مرة تكون الغلَبة في الميدان السياسي للإسلاميين تراود تلك الأسئلة والأفكار خاطر ابتسام... غير أنها في كل مرة أيضاً تحاول إقناع نفسها بقولها: لماذا لا نجرب الإسلاميين؟ هل ستخسر الشعوب معهم أكثر مما خسرت مع غيرهم؟ ثم تصل إلى حائط مسدود وتنحّي التفكير جانباً...
هذه المرة أمسكت ابتسام طرف الخيط في حوارها مع نفسها واسترسلت في النقاش...
لقد حكم العلمانيون باسم الديمقراطية عقوداً من الزمان، فماذا أفرز حكمهم غير الظلم والعتوّ في الأرض والسرقة وملء السجون بخيرة الناس؟
ولما خلط العلمانيون مبادئ العلمنة بالسياسة وغيرها اعتبر الكثيرون فعلهم من مظاهر الحضارة... فماذا أنتجت حضارتهم غير الدمار والتخلّف؟
سمعتُ إحداهن تقول: حكمونا باسم القومية العربية فقطّعوا العالم الإسلامي إلى عربي وأعجمي... ثم حكمونا باسم الوطنية فمسخوا خارطة العالم العربي لتنكفئ كل دولة على «وطنها» فصار لبنان للبنانيين وفلسطين للفلسطينيين وهكذا... حكموا البلاد العربية بمبادئ الشيوعية فأُصيب الكثيرون بلوثة الإلحاد... ثم حكموها بالعلمانية فجعلوا الدين حبيس الجدران...
بعضهم يعتبر أن صعود نَجم الإسلاميين دليل واضح على أن المستقبل للإسلام... في الحقيقة يبدو أن هذا الشعور بدأ ينتابني... فواضح أنه عندما يُترك الخِيار للناس فهم يختارون الإسلاميين... سمعتُ أحدهم يعلّل ذلك بأنهم يختارون ما يناسب فطرتهم التي فطرهم الله عليها... ومَن يمثّل هذه الفطرة إنما هم الذين يسعَون لتطبيق شرع الله ولإحياء قيم الإسلام من حرية وعدالة ومساواة... وإنما الحاقدون جعلوا من الإسلاميين فزّاعة لأنهم سيعملون على تحقيق هذه القيم الإنسانية وهو ما يخالف مصالحهم.
تنهّدت ابتسام بارتياح بعدما وصلت إلى ما يشبه القناعة بأن بشائر الخير ستأتي مع حكم الإسلاميين... غير أنها همست بصوت مسموع: فلننتظر ما الذي ستأتي به الأيام في ظل حكمهم... وإن غداً لناظره قريب.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن