هل جهّزتَ ذلك الشخص...؟!!
~~فاطمة الجراد
السعودية
لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة..
عبارة أطلقها سيد قطب في رسالته لأخته المسماة بـ (أفراح الروح)..لم أكـن لأتخيل كيف يستقبل الموتَ وهو لا يهابه ؟؟!!
نصحتني صديقتي أن أصنع تابوتاً وأضعه على سطح منزلنا في القرية.. وأدخل فيه كلما شعرت بقسوة القلب.
(فكرة هذا التابوت) مرعبة بحقّ.. فـسطح بيتنا لا نور فيه سوى ضوء القمر.. ونور القمر يلقي بظلاله على السطح كأنّه كومة أشباح.. وصوت الرياح المرتطمة في كل زاوية كأنها خارجة للتوّ من عِجْل سامريّ.. تخالها ريحاً صرصراً عاتية.. كان المشهد مرعباً.. فكيف إذا أضفت إليه الصورة الذهنية عن الموت كـ (دود القبر الذي ينهش لحمك).. (وتآكل عظامك)..
كل هذه الصور جعلتني أتخيل المشهد ماثلاً أمامي.. وزاد من قتامته ذلك الشريط المسموع المسمى (هادم اللذات) فقد بدّد كل أحلامي بالحياة.. وطرحني أرضاً.. وأكل ما تبقّى من أحلامي الوردية...
أصبحت أرثي شبابي الضائع.. وشيخوختي المستقبلية.. وصورة الموت تصيبني بالانكسار والدموع.. أتخيّل الموت كما يقول أبو راتب (يرقص لي في كل منعطف).. ومع تكرار الحديث عن الموت ومشاهد الموت أصبت بـ (داء التبلّد) أصبحت حينها أردّد بثقة.. (لم أعد أخشى من الموت حتى لو جاء اللحظة).. فقد فعلت ما بوسعي أن أفعله من طاعات ورجوت الله أن يتقبلها منّي..
صارت فكرة الموت عندي كـ (نائم) طارت روحه للسماء فرأى جميل الأحلام ونعيماً لاينفد.. وأبى أن يفتح عينَيه على حقيقة أنه ما زال في الدنيا...
حدّثتُ نفسي بأنّي على سفر طويل في هذه الحياة.. وأنا في شوق شديد للوصول إلى مكان محبوب.. وآن لي أن أقابل مَن أحب.. ها هو قلبي يدقّ فرحاً عندما وصل.. إنّها متعة الوصول لله عزّ وجل.. وكأنّ الروح تعلو إلى السماء وتربطك بباب رحمة.. ونسيم أُنس يهبّ عليك من نفحاته.. حتى تقوم الساعة.. يا لها من صورة جميلة للموت؟
ابتعِدْ عن فكرة (فوبيا الموت) والتي تلازمك أينما حللت.. فقد تموت بشرقة.. أو بسقطة.. أو بعضّة... أو بجلطة.. إلخ.. أينما التفتّ.. وجدت الموت قادماً من كل جهة.. تتجرّعه ولاتكاد تسيغه...
ضع هذه الصورة أمامك.. هل دبّ الرعب في محيّاك!!.. هل انتقلت لحالٍ أفضل في العبادة والطاعة؟؟
الموت حقّ.. طال الزمن أو قَصُر... النتيجة واحدة.. ولايهمك ما يؤول إليه الجسد.. بعد وفاتك..
وآخر القول.. إخوتي الفسابكة.. أثناء ضبط إعدادات الفيسبوك.. وقعت عيناي.. على اقتراح من مارك.. يقترح عليك شخصاً يُدير حسابك.. بعد موتك.. هل جهَّزت ذلك الشخص..؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خريجة لغة عربية من جامعة الملك عبد العزيز.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة